الكون قبل الإنفجار العظيم
نص الإشكال: الكون نشأ من بداية الزمان والمكان التي تبدأ بعد (مستويات بلانك)، وتحت (مستويات بلانك) من الجاذبية والزمان والمكان كله يسقط ولا يُعار له أي أهمية، لأنه لا توجد إلى الآن الجاذبية الكمومية.
تقرير الإشكال:
إن الكون نشأ من الأنفجار العظيم، وقبل الإنفجار العظيم عند (مستويات بلانك) لم يكن شيء يُذكر، لا زمان، ولا مكان، ولا موجود اخر له وجود، من إلـــه أو غيره، لأن الدليل على موجودية الأشياء هو جاذبيتها (الجاذبية الكمومية)، وبما أن الجاذبية الكمومية لم تثبت في المختبر، إذن لا وجود لموجود قبل (مستويات بلانك).
الجواب الإجمالي:
1- إن نظرية الإنفجار العظيم، هي أقرب ما تكون إلى الخيال العلمي، بل التصديق بها قد لا يكون ممكناً على ما سنبين في تفصيل الجواب.
2- إن عدم استطاعة المختبر إثبات الجاذبية الكمومية لا يعني عدم وجودها، فإن الأشياء غير المادية خارجة عن هذا القانون.
الجواب التفصيلي:
أولاً: إن نظرية الإنفجار العظيم نظرية أشبه بالخيال العلمي، وهي تبدو بعيدة كل البعد عن التصديق، ولكي يطلع القارئ الكريم عليها، سأنقل لكم ما تقوله هذه النظرية وباختصار.
تقول النظرية إن الكون قبل ما يقارب (ثلاثة عشر مليار سنة وثمانمائة وخمسون مليون سنة تقريباً) كان عبارة عن موجود أصغر من نوات, أصغر ذرة بمقدار (مليارات المليارات المليارات المرات) وكانت درجة حرارته (مائة ألف مليار مليار درجة ماوية) وكان هذا الموجود المتناهي في الصغر موجود في عالم مضغوط ومسحوق في حيز يشبه العدم، فالكون قبل خروجه للعلن كان في حالة توازن حراري تام على مستوى بلانك الزماني والمكاني، عند حاجز بلانك ، فالعالم في تلك اللحظة كان يعيش حالة من الفرادة الكونية الغريبة تسمى (KMS) او ما يسمى فلسفياً وفيزيائياً حالة (الهيولا) التي هي تعبير آخر عن حالة الـ ( كي ام اس)
فالكون المرئي لا يمكن أن يكون في مستويات بلانك الزمانية والمكانية إلاّ في حالة الـ (KMS) قبل حدوث الإنفجار العظيم.
والآن لدينا مجموعة إيرادات على هذه النظرية.
1- هل يمكن لعاقل أن يصدق بهذه النظرية، بحيث يؤمن بها كواقع؟
2- أ ليس الإنفجار حركة عمياء غير شاعرة ولا هادفة؟، فكيف يمكن لحركة عمياء أنْ تُنتج نظاماً دقيقاً؟
3- إن نظرية الإنفجار العظيم تسكت عن حقيقة من أحدث هذا الإنفجار، فهل يمكن أنْ يحصل إنفجار في عالمنا بلا سبب موضوعي؟ وعلى هذا نسألهم، من أحدث هذا الإنفجار العظيم؟
ثانياً: إن مستوى بلانك الذي تتحدثون عنه، وكذلك حاجز بلانك، أو جدار بلانك، أو زمان بلانك، كلها فرضيات قائمة على أساس الإنفجار العظيم، وقد عرفت الحديث عن الإنفجار العظيم.
ثالثاً: إن نفيه لوجود الجاذبية الكمومية من الجهل، وقبل التعليق على ذلك لا بدّ من إطلالة نتعرف من خلالها على معنى الجاذبية الكمومية.
الجاذبية الكمومية: هي المحاولة النظرية لتكميم الجاذبية، أي أن الجاذبية تخضع لتفسيرات الميكانيك الكمومي على المستوى الميكروسكوبي (المجهري).
النظرية تفترض عموماً وجود جسيم نظري، هو "الغرافيتون GRAVITON"، وهو جسيم افتراضي ينقل قوة الجاذبية، المشكلة الرئيسية في الإختبار التجريبي لأي نظرية جاذبية كمومية هو أن مستويات الطاقة اللازمة للتحقق من تنبؤات النظرية تبقى غير قابلة للتحقيق في التجارب العملية الحالية.
إذا تبين المراد من الجاذبية الكمومية، وتبين أن الإشكال في عدم المقدرة على إثباتها مختبرياً تعود إلى أمور خارجة عن حقيقة وجودها، فكيف تسنى له نفيها؟
رابعاً: إن التلازم بين عدم الجاذبية وعدم وجود الأشياء إنما يكون في الموجودات المادية، وأما غير الماديات فلا يشملها هذا القانون، فعدم وجود جاذبية كمومية قبل مستوى بلانك لا يعني عدم وجود شيء.
خلاصة الجواب:
1 - إن الإنفجار العظيم يكاد يكون مزحةً أو خيالاً علمياً محضاً.
2- إن تكميم بلانك لقوة الجاذبية لم يزل في حيّز النظرية إلى الآن.
3- عدم إمكان إثبات الجاذبية الكمومية في المختبر لا يعني عدم وجودها، وبالتالي لا يمكن لأحد أنْ يقول قبل الأنفجار العظيم (عند مستوى بلانك) لم يكن هنالك جاذبية فلم يكن هنالك موجود فلا خالق.
إن هذا باطل وقد فصلنا الجواب عليه.
اترك تعليق