لماذا سمي الإمام الصادق (ع) بهذا اللقب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
فقد وردَ في رواياتِنا الشّريفةِ الوجهُ في تلقيبِ خصوصِ الإمامِ أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ بنِ محمّدٍ الصّادقِ عليه السّلام بلقبِ (الصّادق)، معَ أنَّ الأئمّةَ عليهم السَلام كلّهم صادقونَ، بأنّهُ سيكونُ ولدٌ مِن صُلبِه إسمُه جعفر، يدّعي الإمامةَ بغيرِ حقٍّ ويُسمّى كذّاباً.
روى الشّيخُ الصّدوقُ بإسنادِه عَن أبي حمزةَ الثّماليّ، عَن عليٍّ بنِ الحُسين، عن أبيهِ، عَن جدِّه عليهم السّلام، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله: إذا ولدَ إبني جعفرٌ بنُ محمّدٍ بنِ عليّ بنِ الحُسينِ بنِ عليّ بن أبي طالب فسمّوهُ الصّادقَ، فإنّهُ سيكونُ في ولدِه سميٌّ له يدّعي الإمامةَ بغيرِ حقّها ويُسمّى كذاباً. (عللُ الشّرائع ج1 ص234).
وروى بإسنادِه عَن أبي حمزةَ الثماليّ، عَن أبي خالدٍ الكابليّ، قالَ: دخلتُ على سيّدي عليٍّ بنِ الحُسينِ زينِ العابدينَ عليهما السّلام، فقلتُ له: يا ابنَ رسولِ الله، أخبِرني بالذينَ فرضَ اللهُ عزّ وجلّ طاعتَهم ومودّتَهم، وأوجبَ على عبادِه الإقتداءَ بهِم بعدَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله؟ فقالَ لي : يا كنكر، إنّ أولي الأمرِ الذينَ جعلَهم اللهُ عزّ وجلَّ أئمّةً للنّاسِ وأوجبَ عليهم طاعتَهم أميرُ المؤمنينَ عليٌّ بنُ أبي طالب عليه السّلام، ثمّ الحسنُ، ثمّ الحسينُ إبنا عليٍّ بنِ أبي طالب، ثمّ إنتهى الأمرُ إلينا، ثمّ سكتَ. فقلتُ له: يا سيّدي، رُويَ لنا عَن أميرِ المؤمنينَ عليٍّ عليه السّلام: أنّ الأرضَ لا تخلو مِن حجّةٍ للهِ عزّ وجلّ على عبادِه، فمَن الحُجّةُ والإمامُ بعدَك؟ قالَ: إبني محمّد، وإسمُه في التّوراةِ باقر، يبقرُ العلمَ بقراً، هوَ الحُجّةُ والإمامُ بعدي، ومِن بعدِ محمّدٍ إبنُه جعفر، وإسمُه عندَ أهلِ السّماءِ الصّادق، فقلتُ له: يا سيّدي، فكيفَ صارَ إسمُه الصّادقُ وكلّكُم صادقونَ، قالَ: حدّثني أبي، عن أبيه عليهما السّلام: أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله، قالَ: إذا ولدَ إبني جعفرٌ بنُ محمّدٍ بنِ عليٍّ بنِ الحُسينِ بنِ عليٍّ بنِ أبي طالب عليهم السّلام فسمّوهُ الصّادقَ، فإنّ للخامسِ مِن ولدِه ولداً إسمُه جعفر يدّعي الإمامةَ إجتراءً على اللهِ وكذباً عليه، فهوَ عندَ اللهِ جعفرُ الكذّابُ المُفتري على اللهِ عزّ وجلّ، والُمدّعي لِما ليسَ لهُ بأهلٍ، المُخالفُ على أبيهِ والحاسدُ لأخيهِ، ذلكَ الذي يرومُ كشفَ سترِ اللهِ عندَ غيبةِ وليّ اللهِ عزّ وجلّ، ثمّ بكيَ عليُّ بنُ الحسينِ عليهما السّلام بكاءً شديداً.. إلى آخرِ الرّواية. (كمالُ الدّين ص319ـ320).
هذا، وقد ذُكرَ وجهٌ آخرُ لذلكَ: أنّه جرى بينَه وبينَ رجلٍ مِن بني العبّاسِ كلامٌ لخصامِه العباسيَّ إلى قبرِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله، فسمعَ منَ القبر: «جعفرٌ هوَ الصّادقُ». (ينظر: ألقابُ الرّسولِ وعترتِه ص59).
اترك تعليق