هل الصّفاتُ السّلبيّةُ منَ الصّفاتِ الذّاتيّةِ للهِ تعالى؟
هل الصّفاتُ السّلبيّةُ منَ الصّفاتِ الذّاتيّةِ للهِ تعالى؟ كما قسّموا الصّفاتِ الإلهيّةَ إلى الذّاتيّةِ و الفعليّةِ، ثمَّ الصّفاتِ الذاتيّة إلى الثبوتيّةِ و السّلبيّة. أم أنَّ الصّفاتِ السلبيّةَ ليسَت منَ الصّفاتِ الذاتيّةِ للهِ تعالى؟ كما قسّموا الصّفاتِ الإلهيّةَ إلى الثبوتيّةِ و السّلبيّةِ، ثمَّ الصّفاتِ الثبوتيّةَ فقط إلى الذاتيّةِ و الفعليّة.
وعليكم السّلام ورحمة اللهِ وبركاته
المشهورُ المعروفُ في كتبِ الكلامِ، هوَ تقسيمُ الصّفاتِ إلى: ثبوتيّةٍ وسلبيّةٍ، ثمَّ تقسيمُ الثبوتيّةِ إلى: ذاتيّةٍ وفعليّة.
فيتولّدُ هُنا سؤالٌ: والصّفاتُ السلبيّةُ أينَ تُدرجُ؟
قد يقالُ: الأمثلةُ التي ساقوها للصّفاتِ السلبيّةِ وإن كانَت سلب الإمكان عنِ الذّات، نفي الرّؤيةِ والجسمِ والضّدِّ والمكانِ والحركةِ وحلولِ الحوادثِ، إلّا أنّها لا تندرجُ تحتَ الذاتيّةِ، لأنَّ الذاتيّةَ مُندرجةٌ تحتَ الثبوتيّة. والثبوتيّةُ قسيمٌ للسّلبيّة.
والغرضُ مِن هذا التقسيمِ هوَ الإشارةُ إلى أنحاءِ الصّفاتِ الإلهيّةِ وأنّها إبتداءً تنقسمُ إلى ما يتّصفُ بهِ الذّاتُ، وإلى ما يجلُّ الذّاتُ عنِ الإتّصافِ به، وما يتّصفُ به الذّاتُ تارةً بإعتبارِ نفسِ فرضِ الذّاتِ، وأخرى بإعتبارِ فعلِه.
وأمّا التّقسيمُ الذي تفضّلتم بهِ أوّلاً، وهوَ تقسيمُ الصّفاتِ إلى ذاتيّةٍ وفعليّةٍ، والذاتيّةِ الى ثبوتيّةٍ وسلبية.
فهذا التّقسيمُ يُردُّ عليه: أوّلاً: إخراجُ الصّفاتِ الفعليّةِ عنِ الثبوتيّةِ. وثانياً: إدراجُ الصّفاتِ السلبيّةِ تحتَ الذاتيّةِ، وهوَ خلافُ المُصطلحِ في الذاتيّةِ، إذ المرادُ منها ما يتّصفُ بهِ الذّاتُ، وما يثبتُ للذّاتِ، لا ما يُنفى عنِ الذّات.
نعم إذا توسّعنا في إصطلاحِ الصّفاتِ الذاتيّةِ فيمكنُ إدراجُ الصّفاتِ السّلبيّةِ فيها.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق