ما علاج قسوةِ القلب، وكيف يمكنُ الاستمرار بالتوبة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قسوةُ القلبِ منَ الأمراضِ الخطيرة، وقد أشارَ القرآنُ لهذا الداءِ في قوله تعالى: (وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنهُم فَاسِقُونَ) وقالَ تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلكَ فهي كالحجارةِ أو أشدّ قسوة) والظاهرُ أنَّ السائلَ لم يصِل بعدُ لهذهِ المرحلةِ الخطيرة، فشعورُه بالندمِ والتقصيرِ وحبُّه للإيمانِ وخشوعِ القلب يؤكّدُ على وجودِ الخيرِ فيه، ومِن هُنا ننصحُه بأن لا يستجيبَ إلى وساوسِ الشيطان التي تصغّرُ جانبَ الخير فيه وتعظّمُ جانبَ الشرّ منه، فما عليكَ إلّا الاستمرارَ على ما أنتَ فيه منَ العبادةِ المفروضة وما تستطيعُ مِن أعمالِ الخيرِ والصّلاح حتّى لو لم تكُن تشعرُ بتأثيرِها في نفسِك، فمُهمّة الشيطان أن يُشعركَ بأنَّ أعمالَك من دونِ جدوى وليسَ منها فائدةٌ وغيرُ مقبولةٍ عندَ اللهِ تعالى، وهذا ما يجعلُ العبدَ في حالةٍ منَ الإحباط فيتخلّى بالتدريجِ عن عباداتِه حتّى يخرجَ تماماً عَن دائرةِ الدين والإيمان، وعليهِ يجبُ أن تكونَ مُتيقّناً مِن رحمةِ اللهِ تعالى وأنّهُ لطيفٌ بعبادِه يقبلُ منهم القليلَ ويباركُ لهُم اليسير، ولا يعني ذلكَ أن يميتَ العبدُ شعورَه بالتقصيرِ في قبالِ اللهِ تعالى وإنّما يجبُ توظيفُ هذا الشعورِ ليكونَ دافعاً ومحرّكاً للمزيدِ منَ العبادةِ والعملِ الصّالح ولا يكونُ سبباً للتوقّفِ والتراجع، فبالاستمرارِ في العبادةِ وبتركِ المُحرّماتِ يستنيرُ قلبُ الإنسانِ وتطمئنُّ نفسُه في حضرةِ اللهِ تعالى، ويجبُ على الإنسانِ أن يتجنّبَ الأعمالَ التي تزيدُ من قسوةِ القلب مثلَ التفريطِ في الفرائض، وأكلِ الحرام، وفعلِ المعاصي واتّباعِ الهوى. نسألُ اللهَ الهدايةَ لنا ولكم
اترك تعليق