ما معنى الاعتقاد؟  

: السيد رعد المرسومي

السّلام عليكُم ورحمة الله، 

الاعتقادُ والعقيدةُ لغةً : هوَ مصدرٌ مِن اعتَقَد يعتقدُ اعتقادًا وعقيدةً، مأخوذٌ من العَقد ، وهوَ : الرَّبطُ والشدُّ بقوَّةٍ وإحكام؛ ولذا يُطلَق العقدُ على البيعِ والعهدِ والنِّكاحِ واليمين ونحوهِما من المواثيقِ والعُقود ؛ لارتباطِ كلٍّ منَ الطرفينِ بهذا العقد عُرفًا وشَرعاً ، إلى غيرِ ذلكَ ممَّا يجبُ الوَفاء به ؛ قالَ تعالى : ﴿(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوفُوا بِالعُقُودِ)﴾.[ينظر: لسانُ العربِ لابنِ منظور، والصّحاحُ للرّازيّ، والمصباحُ المنيرُ للفيوميّ، مادّة (عقد)].  

وأصلُ اشتقاقِ كلمةِ العقيدةِ مِن (عقد) ، وهي في اللغةِ مَدارُها على ثلاثةِ معانٍ ؛ اللزومُ ، والتأكّدُ ، والاستيثاقُ ، نحو قولِ اللهِ تعالى: ((لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغوِ فِي أَيمَانِكُم وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيمَانَ))،  فتعقيدُ الأيمانِ يكونُ بعزمِ القلبِ عليه ، والعقودُ هيَ أوثقُ العهود. [ينظر: مفرداتُ ألفاظِ القرآنِ الكريمِ للرّاغبِ الأصفهانيّ، مادّة (عقد)].  

 العقيدةُ اصطلاحاً:  

العقيدةُ في الاصطلاح: هي ما ينعَقِدُ عليه قلبُ المرءِ ويتَّخذه دينًا ومَذهبًا ؛ بحيثُ لا يتطرَّقُ إليه الشكُّ فيه ، فهيَ حُكمُ الذهنِ أو ما ينعَقِدُ عليه الضمير، وجاءَ في كتابِ الكليّاتِ لأبي البقاءِ الكفويّ، (ص125)، أنّ الاعتقادَ هو الحكمُ الجازمُ المقابلُ للتشكيكِ بخلافِ اليقين. وقيلَ: هو إثباتُ الشيءِ بنفسِه، وقيلَ: هو التصوّرُ معَ الحُكم.  

  

وقالَ الشيخُ غلام رضا القميّ في كتابِه قلائدُ الفرائد، (ص279): إنّ الاعتقادَ عبارةٌ عن عقدِ القلبِ زائداً على التصديقِ الحاصلِ فيه. ودمتُم سالِمين.