ما معنى ومَن المقصودُ بـ(على حبِّها دارَت القرونُ الأولى)؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،الأصلُ في هذهِ العبارةِ هيَ روايةٌ معصوميّةٌ صادقيّةٌ حولَ السيّدةِ فاطمةِ الزهراء (عليها السلام)، لكنّها بهذهِ الصيغة: « وعلى معرفتِها دارَت القرونُ الأولى ».. روى الشيخُ الطوسيّ في [الأمالي ص668] بإسنادِه عن إسحاقَ بنِ عمّار وأبي بصيرٍ، عن أبي عبدِ الله (عليهِ السلام) قالَ: « إنّ اللهَ تعالى أمهرَ فاطمةَ (عليها السلام) رُبعَ الدّنيا، فربعُها لها، وأمهرَها الجنّةَ والنار، تُدخِلُ أعداءَها النار، وتدخِل أولياءَها الجنّة، وهيَ الصدّيقةُ الكُبرى، وعلى معرفتِها دارَت القرونُ الأولى ». وذكرَ بعضُ المُحقّقين: أنّ المُرادَ منَ القرونِ هي قرونُ جميعِ الأنبياءِ والأوصياءِ وأممِهم، مِن آدمَ فمَن دونَه، يعني: ما بعثَ اللهُ (عزّ وجلّ) أحداً منَ الأنبياءِ والأوصياءِ حتّى أقرّوا بفضلِ الصدّيقةِ الكُبرى ومحبّتِها، وأنّ جميعَ الحُججِ الإلهيّينَ (عليهم السلام) أمروا أممَهم بمعرفةِ السيّدةِ الزهراء (عليها السلام)، وقد وردَ في الحديث: « ما تكاملَت النبوّةُ لنبيٍّ حتّى أقرَّ بفضلِها ومحبّتها »، والنكرةُ في سياقِ النفي يفيدُ العمومَ والشمولَ لسائرِ الأنبياء. واحتملَ بعضُ الأعلام: أنَّ أحدَ أهمِّ معاني (دارَت) هوَ الحيرةُ والتحيّر، فيكونُ ـ حينئذٍ ـ معنى الحديثِ: أنّ القرونَ الأولى حارَت في معرفةِ الصدّيقةِ الكُبرى (عليها السّلام) وتحيّرَت عن بلوغِ تمامِ معرفتِها، ويؤيّدُ هذا المعنى: ما رواهُ فراتٌ الكوفيّ في [التفسيرِ ص581] عن أبي عبدِ الله (عليهِ السلام): « وإنّما سُمّيَت فاطمة لأنّ الخلقَ فُطموا عن معرفتِها ». والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق