معاويةَ بنِ يزيد كانَ فتىً صالحاً !
أريدُ مصادرَ عن معاويةَ بنِ يزيد
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،يعدُّ معاويةُ بنُ يزيد بنِ معاويةَ بنِ أبي سفيان، المُسمّى بـ(معاويةَ الثاني) وبـ(معاويةَ الأصغر) تمييزاً لهُ عن جدِّه معاويةَ بنِ أبي سفيان، منَ الشخصيّاتِ المحمودةِ بمُخالفةِ مسلكِ الآباءِ والأجدادِ والعائلة، فقد ذكرَ البلاذريّ في [أنسابِ الأشراف ج5 ص382] عن محمّدٍ الحمصيّ: « كانَ فتىً صالحاً، كثيرَ الفكرِ في أمرِ معادِه »، وذكرَ اليعقوبيُّ في [تاريخِه ج2 ص254]: « كانَ لهُ مذهبٌ جميل ». معاويةُ هذا عزلَ نفسَه عن الخلافةِ التي قمّصَه إيّاها أبوهُ يزيدُ بنُ معاوية بعدَما استلمَها بفترةٍ وجيزةٍ قد لا تتجاوزُ الأربعينَ يوماً، وقد توفّيَ وله منَ العُمر 21 عاماً على أغلبِ الروايات، وقد ركبَ المنبرَ وخطبَ خُطبةً أبدى فيها مساوئَ أبيه وجدِّه وأسرتِه وما فعلوهُ منَ الشنائعِ والفظائع، وأشارَ إلى أنّ في الأمّةِ خيرٌ منه، وفي بعضِ الروايات: أنّه ذكرَ أنّ عليّاً بنَ الحُسين السجّادِ (عليهِ السلام) أولى بالخلافةِ منه. وبعدَما تنازلَ استلمَ الحُكمَ مروانُ بنُ الحكم، فصارَت الخلافةُ مروانيّةً، وبذلكَ قضى على ذكرِ معاوية. فذهبَ رجالاتُ البلاطِ الأمويّ إلى مُعلّمِه (عمرُ المقصوص) « قالوا له: أنتَ علّمتَه هذا، ولقّنتَه إيّاه، وصددتَه عن الخلافةِ، وزيّنتَ له حبَّ عليٍّ وأولادِه، وحملتَه على ما وسمنا به مِنَ الظلم، فقالَ: واللهِ ما فعلتُه، ولكنّه مجبولٌ ومطبوعٌ على حبِّ عليٍّ » [جواهرُ المطالب ج2 ص261]. وحيثُ كانَت هذه الشخصيّةُ مُعارضةً للبيتِ الأمويّ، مُخالفةً لها في النهجِ، فلجأ الأمويّونَ إلى إخمادِ ذكرِه، وقبرِ أمرِه؛ إذ لم يكُن على هواهُم ولا على منوالِهم، منَ الانكبابِ على الدّنيا، والإسرافِ في الملذّات، والإفسادِ في الدين، وبُغضِ أهلِ البيت (عليهم السلام)، لهذا ولصغرِ سنّه جاءَت الأخبارُ التاريخيّةُ عنه قليلةً، بخلافِ غيرِه مِن خُلفاءِ بني أميّة. وكثيرٌ مِن كُتبِ التاريخِ التي تعرّضَت لذكرِ خلفاءِ بني أميّةَ ذكرَته بنزرٍ يسيرٍ منَ الأخبارِ المُقتضبةِ، فهيَ تعدُّ منَ المصادرِ التي يُرجعُ لها، كما أنّ غيرَ واحدٍ منَ المُعاصرينَ صنّفَ حولَ معاويةَ هذا، ككتابِ (معاويةُ الثاني.. التشيّعُ في البلاطِ الأمويّ) للمُحامي مُحسن خزعل المُحسن، وكتابُ (معاويةَ الثاني.. دراسةٌ تحليليّةٌ لقصّةِ اعتزالِ الحاكمِ الأمويّ الثالثِ معاويةُ بنُ يزيد بنِ معاوية) للشيخِ جعفرٍ البياتيّ. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق