عدم ذكر الشيعة (الصلاة خير من النوم) في اذانهم مع أنها من ألفاظ الأذان
عبد الله/ : لماذا لا يذكر الشيعة في اذانهم (الصلاة خير من النوم) مع أنها من ألفاظ الأذان ... وإليكم الأدلة: حدثنا عمر بن رافع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الفجر فقيل هونائم فقال الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم فأقرت في تأذين الفجر فثبت الأمر على ذلك قال الشيخ الألباني: صحيح, المصدر: سنن ابن ماجة, ج 1/ ص 237.
الأخ عبد الله .. السلام عليكم
لم يتفق أهل السنة أنفسهم على مشروعية هذه الفقرة من الأذان, فبعضهم قال ببدعيتها، فها هو الشيخ ابن عثيمين يقول في كتابه مجموع الفتاوى والرسائل ج2 ص 178 عندما سُئل عن قول المؤذن في أذان الفجر (الصلاة خير من النوم) هل هي مشروعة؟ فأجاب قائلاً:
قول المؤذن (الصلاة خير من النوم) في أذان الفجر يُقال له التثويب, وقد اختلف أهل العلم في مشروعيته، فمنهم من قال إنه مشروع، ومنهم من قال إنه بدعة. (انتهى كلامه)
ومن القائلين ببدعية التثويب هو ابن عمر .. فقد أخرج الترمذي في سننه ج1 ص 128 عن مجاهد قال: دخلت مع عبد الله بن عمر مسجداً وقد أذن فيه، ونحن نريد أن نصلي، فثوب المؤذن، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد، وقال: أخرج بنا من عند هذا المبتدع، ولم يصل.
وقال الشوكاني في (نيل الأوطار) ج3 ص 18: وذهبت العترة والشافعي في أحد قوليه إن التثويب بدعة، قال في البحر: أحدثه عمر فقال ابنه: هذه بدعة.
قال علي رضي الله عنه: لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه (انتهى كلام الشوكاني).
وقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه ج1 ص 237 بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله: ما ابتدعوا بدعة أحب إلي من التثويب في الصلاة.
ولا ندري هنا كيف يستقيم هذا القول لعبد الرحمن بن أبي ليلى مع ما جاء من الحديث الصحيح (خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه مسلم.
أما دعوى وجود أحاديث تثبت التثويب فنقول: هذه الأحاديث ضعيفة بشهادة الزيلعي في (نصب الراية) ج1 ص 389، وعلى فرض صحتها، كما يذهب إليه البعض نقول هي معارضة بأحاديث صحيحة تقدم ذكر بعضها بأن التثويب بدعة وأن واضعه هو عمر بن الخطاب.
قال ابن رشد في ( بداية المجتهد ) ج1 ص 83: واختلفوا في قول المؤذن في صلاة الصبح: (الصلاة خير من النوم) هل يُقال فيها أو لا؟ فذهب الجمهور إلى أنه يُقال فيها ذلك، وقال آخرون: أنه لا يُقال، لأنه ليس من الأذان المسنون، وبه قال الشافعي، وسبب اختلافهم: هل قيل ذلك في زمان النبي عليه الصلاة والسلام أو إنما قيل في زمان عمر. انتهى كلام ابن رشد
وعليه نقول: إذا تعارضت الأخبار في مورد يُصار إلى التساقط بينها والعودة إلى الأصول المتفق عليها ومنها أصالة المنع والتوقيف في العبادات، وبما أن الأذان عبادة (كما نصت على ذلك اللجنة الدائمة للإفتاء في الفتوى 220) يكون الأصل فيه هو عدم مشروعية قول المؤذن في أذان الفجر (الصلاة خير من النوم).
اترك تعليق