الشَّفَاعَةُ لَا تَعْنِي التَّوَسُّطَ لِلمُجْرِمِينَ العُتَاةِ.
أُسَامَةُ رَحِيمٌ /: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.. هَلْ يَشْفَعُ أَهْلُ البَيْتِ (ع) يَوْمَ القِيَامَةِ لِجَمِيعِ الشِّيعَةِ؟ هَلْ مِنْ المَعْقُولِ أَنْ يَشْفَعُوا لِلقَاتِلِ وَالمُجْرِمِ؟
الأَخُ أُسَامَةُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا يَظُنُّ البَعْضُ مِنْ أَنَّ الشَّفَاعَةَ هِيَ التَّوَسُّطُ فِي إخْرَاجِ المُجْرِمِينَ العُتَاةِ وَالقَاتِلِينَ مِنْ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَلْ تُوجَدُ جُمْلَةُ شُرُوطٍ لِلشَّفَاعَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَنْبَغِي تَوَفُّرُهَا حَتَّى يَحْظَى الإِنْسَانُ بِشَفَاعَةِ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) أَهَمُّهَا أَنْ لَا يَكُونَ الإِنْسَانُ مُسْتَخِفّاً بِصَلَاتِهِ، فَقَدْ جَاءَ عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): {لَا تَنَالُ شَفَاعَتُنَا مَنْ اسْتَخَفَّ بِالصَّلَاةِ} [جَامِعُ أَحَادِيثِ الشِّيعَةِ ج4 ص 69].
وَهَذَا القَيْدُ فِي نَيْلِ الشَّفَاعَةِ هُوَ قَيْدٌ مُهِمٌّ يَكْشِفُ عَنْ أَنَّ الشَّفَاعَةَ يَنَالُهَا غَيْرُ المُجْرِمِينَ العُتَاةِ أَوْ المَرَدَةِ القَاتِلِينَ عَنْ إِصْرَارٍ وَظُلْمٍ وَتَعَنُّتٍ; لِأَنَّ هَؤُلَاءِ غَالِباً يَكُونُونَ مِنْ غَيْرِ المُصَلِّينَ; لِصُعُوبَةِ الجَمْعِ بَيْنَ الإلْتِزَامِ بِالصَّلَاةِ وَالإِصْرَارِ عَلَى الظُّلْمِ، فَيَنْتَفِي اسْتِحْقَاقُ الشَّفَاعَةِ فِي حَقِّهِمْ.
كَمَا نَوَدُّ الإِشَارَةَ هُنَا إِلَى مَسْأَلَةٍ مُهِمَّةٍ فِي مَوْضُوعِ الشَّفَاعَةِ أَنَّهُ لَا يَنبَغِي الاِتِّكَالُ عَلَيْهَا بِشِكْلٍ جَزْمِيٍّ، فَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (لَا تَتَّكِلُوا بِشَفَاعَتِنَا، فَإِنَّ شَفَاعَتَنَا قَدْ لَا تَلْحَقُ بِأَحَدِكُمْ إِلَّا بَعْدَ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ)! [بِحَارُ الأَنْوَارِ ج70 ص 331].
وَأَيْضاً جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَوْلُهُ: (إِنَّ الرَّجُلَ لِيَجْلِسَ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ مِقْدَارَ عَامٍ بِذَنْبٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّهُ لِيَنْظُرَ إِلَى أَكْوَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ) [المَصْدَرُ السَّابِقُ].
نَسْأَلُ اللهَ حُسْنَ العَاقِبَةِ.
وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
اترك تعليق