ماذا قال علماءِ السنّةِ في تحريفُ القرآن ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : هناكَ إجماعٌ بينَ جميعِ الطوائفِ والمذاهبِ الإسلاميّةِ على صيانةِ القرآنِ منَ الزيادةِ أو النقصانِ، معَ أنَّ البعض قد تحاملَ بجهلِه على الشيعةِ ناسباً لهُم القولَ بالتحريف، وقد تصدّى علماءُ الشيعةِ لنفي هذهِ الفريةِ بما لا يدعُ مجالاً للشكِّ في عشراتِ الكتبِ والبحوث، وعليهِ فإنَّ وجودَ بعضِ المرويّاتِ الدالّةِ على حصولِ النقصِ في القرآنِ في مصادرِ السنّةِ والشيعةِ لا تُعبّرُ بالضرورةِ عن عقيدتِهم في صحّةِ القرآن، فكلُّ ما هوَ مُخالفٌ للقرآنِ منَ المرويّاتِ لا يُلتفتُ إليه، ولذلكَ لم يتّهم علماءُ الشيعةِ أهلَ السنّةِ بتحريفِ القرآنِ معَ أنّهم يُصحّحونَ كثيراً منَ الرواياتِ التي تدلُّ على حدوثِ النقصِ في القرآنِ الكريم، والسّببُ في ذلكَ أنَّ أهلَ السنّةِ لم يُصرّحوا بالقولِ بالتحريف، فلا يجوزُ تحميلهم ما جاءَ في رواياتِهم حتّى لو صحّحوها، فالمهمُّ هوَ عدمُ العملِ بها والاعتقادِ طِبقاً لِما جاءَ فيها، فالحفاظُ على قداسةِ القرآنِ وحمايتِه مِن تعرّضِ الأعداءِ يستوجبُ عدمَ الإصرارِ على تحميلِهم القولَ بتحريفِ القرآن، وفي المُقابلِ ما عدا الوهابيّةَ فإنَّ العلماءَ المُنصفينَ مِن أهلِ السنّةِ يبرّؤنَ الشيعةَ منَ القولِ بالتحريف، يقولُ الدكتور عليّ عبد الواحد وافي: (يعتقدُ الشيعةُ الجعفريّةُ كما يعتقدُ أهلُ السنّةِ أنَّ القرآنَ الكريمَ هوَ كلامُ اللهِ عزَّ وجل المُنـزَلِ على رسولِه المنقولِ بالتواترِ والمدوّنِ بينَ دفّتي المصحفِ بسورهِ وآياتِه المُرتّبةِ بتوقيفٍ منَ الرسولِ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، وأنّه الجامعُ لأصولِ الإسلامِ عقائدِه وشرائعِه و أخلاقِه، والخلافُ بينَنا وبينَهم في هذا الصّددِ يتمثّلُ في أمورٍ شكليّةٍ وجانبيّةٍ لا تمسُّ النصَّ القرآنيَّ بزيادةٍ ولا نقصٍ ولا تحريفٍ ولا تبديلٍ ولا تثريبَ عليهم في اعتقادِهم) وهذا يكفي لحصولِ التوافقِ بينَ السنّةِ والشيعةِ على صيانةِ القرآنِ منَ التحريف.
اترك تعليق