كيفَ تمّت تسميةُ السّورِ القرآنيّةِ بأسمائِها؟ وهل ترتيبُها التسلسليُّ له علاقةٌ بفتراتِ نزولها؟  

: السيد عبدالهادي العلوي

السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته،  

أمّا الشقُّ الأوّلُ: فهناكَ خلافٌ في أنَّ تسميةَ السّورِ القرآنيّةِ كانَ بفعلِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله أو بفعلِ الصّحابةِ؟ قيلَ: إنّ كلَّ الأسماءِ كانَت بأمرٍ منَ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله، وقيلَ: كانَت بفعلِ الصّحابةِ، وقيلَ: بعضُها منَ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله وبعضُها منَ الصّحابةِ. ويستفادُ منَ الأحاديثِ الواردةِ عنِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله في فضلِ السّورِ القرآنيّةِ وفضلِ قراءتِها، أنّ تلكَ الأسماءَ المرويّةَ كانَت موجودةً منذُ حياةِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله، وذلكَ يفيدُ أنّها كانَت شرعيّةً إمّا لوضعٍ الشّارعِ لها أو لإقرارهِ ورضاه.   

أمّا الشقُّ الثّاني: فإنّ الترتيبَ التسلسليّ للسّورِ في المصحفِ لم يتمَّ حسبَ ترتيبِ النّزولِ، بل تمّ بتوقيفٍ منَ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله أو بفعلِ الصّحابةِ ـ على خلافٍ في ذلكَ ـ، ومِن أوضحِ الشّواهدِ على عدمِ الإرتباطِ بينَ التّرتيبِ التسلسليّ وتاريخِ النّزولِ: هوَ ترتيبُ السّورِ الأوائلِ والسّورِ الأواخرِ، فإنّ سورةَ العلقِ ـ مثلاً ـ تعدُّ مِن أوائلِ ما نزلَ على النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله، بينَما رقمُها التسلسليُّ في المصحفِ هو (96)، كما أنّ سورةَ براءة تُعدُّ مِن أواخرِ ما نزلَ على النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله، بينما ترتيبُها التّسلسليُّ هو (9). نعَم، تميّزَ المصحفُ الذي جمعَه أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلام بأنّ ترتيبَه حسبَ النّزولِ، مع بيانِ أسبابِ النّزولِ أيضاً، ويُعدُّ هذا المصحفُ مِن جُملةِ ما يتوارثهُ الأئمّةُ عليهم السّلام.   

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.