لماذا تُقسَمُ صفاتُ اللهِ الثبوتيّةُ إلى ذاتيّةٍ وفعليّة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابدَّ أوّلاً منَ الالتفاتِ إلى أنَّ الواجبَ سبحانَه ذاتٌ بسيطةٌ خاليةٌ مِن كلِّ تركيب، ولتعذّرِ معرفةِ هذهِ الذاتِ انحصرَت معرفتُها بطريقِ الأسماءِ والصّفات، ويمكنُ تقريبُ قصورِ إدراكِ الإنسانِ عن إدراكِ ذاتِ الواجب، بقصورِ جهازِه الهضمي عن هضمِ كيلو غرام كاملٍ منَ الطعامِ دفعةً واحدة، فيُضطرُّ لتجزئتِه الى لُقمٍ صغيرة، كذا الحالُ في جهازِه الإدراكي، فلعجزِه عن إدراكِ ذاتِ الواجبِ سُبحانه لعدمِ تناهيها، فينحصرُ طريقُ إدراكِها من خلالِ مُلاحظةِ وتصوّرِ حيثيّاتٍ مُعيّنة، وهذه الحيثياتُ والجهاتُ هيَ الصّفات. وقد وضعَ علماءُ الكلامِ ضابطةً لتمييزِ الصّفاتِ الذاتيّةِ عن الفعليّةِ يمكنُ إجمالُها بالتالي: فإن أمكنَ انتزاعُ الصفةِ منَ الذاتِ فقط مِن دونِ مُلاحظةِ شيءٍ آخر، كانَت الصفةُ ذاتيّةً، كصفةِ العلمِ والقُدرةِ والحياة، فإنَّ مُجرّدَ تصوّرِ الذاتِ يكفي في انتزاعِ هذهِ الصّفات. وأمّا إذا توقّفَ انتزاعُ الصفةِ على تصوّرِ الذاتِ وشيءٍ آخر، فهيَ صفةُ فعلٍ، كالخالقِ والرازقِ والمُحيي والمُميتِ ونحوِها، فلا يمكنُ انتزاعُ صفةِ الخالقِ أو الرازقِ إلّا إذا تُصوّرَت الذاتُ الإلهيّةُ والمخلوقُ، والمرزوق. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق