هل للأبراج اصل في الاسلام ؟
اذا قلنا لا يوجد اصل للأبراج في الاسلام فماذا عن الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام في الابراج مثل عن أبي عبد الله (عليه السلام): من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم يرَ الحسنى . الكافي الجزء ٨: ٢٧٥ .وغيرها
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،الأبراجُ التي هيَ جُزءٌ مِن علمِ الفلكِ وعلمِ الهيئةِ لا يمكنُ إنكارُها لابتنائِها على جملةٍ منَ الأصولِ العلميّةِ والحساباتِ الفلكيّة. أمّا أبراجُ الحظِّ التي تنشرُها بعضُ الصّحفِ والمجلّاتِ فليسَت مُعتبرةً ولا يمكنُ الوثوقُ بها، بل لا أصلَ لها ولا تذكرُ إلّا لغرضِ التسليةِ، نعم هناكَ بعضُ الأوصافِ العامّةِ التي يشتركُ فيها أصحابُ الأبراج، وقد وردَ ذكرُها في عددٍ مِن كتبِ فنِّ التنجيمِ ومعرفةِ الطالع، ورتّبوا عليها بعضَ النتائجِ طبقاً لحساباتٍ خاصّة، غيرَ أنَّ علماءَ هذا الفنِّ هُم يعترفونَ بقصورِ علمِ التنجيمِ في معرفةِ الحقائق، وحينئذٍ فإنَّ النتائجَ المذكورةَ تكونُ غيرَ مُفيدة. وأمّا بابُ كراهةِ التزويجِ والقمرُ في العقرب، وفي المحاق) فلوجودِ الأدلّةِ التي دلّت على ذلكَ والتي بالإضافةِ إلى ما ذكرتَه في منطوقِ السؤال، فهناكَ أدلّةٌ أخرى دلّت على ذلك أوردَها الميرزا النوريّ (قدّس) في كتابِه (مُستدركُ الوسائل) (ج14/ص218)، والتي مِنها ما رواهُ عليٌّ بنُ أسباط في نوادرِه: عن إبراهيمَ بنِ محمّدٍ بنِ حمران، عن أبيه، عن أبي عبدِ اللهِ (عليهِ السلام) قالَ: " مَن سافرَ وتزوّجَ والقمرُ في العقرب، لم يرَ الحُسنى ". ومِنها ما رواهُ الصدوقُ في المُقنع: ولا تتزوّج والقمرُ في العقرب، فإنّهُ مَن فعلَ ذلكَ لم يرَ الحُسنى. ومِنها ما في كتابِ فقهِ الرّضا (عليهِ السلام) " واتّقِ التزويجَ إذا كانَ القمرُ في العقرب، فإنَّ أبا عبدِ الله (عليهِ السلام) قالَ: مَن تزوّجَ والقمرُ في العقربِ، لم يرَ خيراً أبداً ". وممّا تقدّمَ تعلمُ أنّنا نتعبّدُ بالدليلِ، فما دلَّ الدليلُ عليه نأخذُ به وما نهى عنه ننتهي. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق