ما هو عدد روايات استشهاد ذو النفس الزكية؟

: السيد رعد المرسومي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إنَّ عددَ رواياتِ قتلِ النفسِ الزكيّةِ كثيرةٌ وهيَ منَ العلاماتِ الحتميّةِ الخمسة، إذ تتحدَّثُ الرواياتُ الواردةُ في علائمِ الظهورِ عن خمسِ علامات، مِن بينِ مجموعةِ العلامات، بألفاظٍ مُختلفةٍ تتضمّنُ مدلولاً واحداً. فمِنها بحسبِ ما وقَفنا عليها: أوّلاً: عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، في حديثٍ مُعتبر: «خَمسُ‏ عَلَامَاتٍ‏ قَبلَ قِيَامِ القَائِمِ، الصَّيحَةُ وَالسُّفيَانِيُّ وَالخَسفُ وَقَتلُ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ وَاليَمَانِي‏». [الكافي لمُحمّدٍ بنِ يعقوب الكُليني: ٢٤٥/ الرّواية ٤٨٣/]. ثانياً في روايةٍ أُخرى عن أبي بصيرٍ، عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، قالَ: «... يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ‏ قُدَّامَ‏ هَذَا الأَمرِ خَمسَ عَلَامَاتٍ أُولَاهُنَّ النِّدَاءُ فِي شَهرِ رَمَضَانَ، وَخُرُوجُ السُّفيَانِيِّ، وَخُرُوجُ الخُرَاسَانِيِّ، وَقَتلُ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ، وَخَسفٌ بِالبَيدَاء». [الغيبةُ للنّعماني: ٤٠٦/ بابُ ١٦/ الروايةُ السادسة. ثالثاً: في معرضِ جوابِ الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام) لأبي حمزةَ الثمالي الذي سألَه قائلاً: إِنَّ أَبَا جَعفَرٍ (عليهِ السلام) كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ‏ خُرُوجَ‏ السُّفيَانِيِ‏ مِنَ‏ الأَمرِ المَحتُومِ»؟‏ قَالَ [لِي]: «نَعَم، وَاختِلَافُ وُلدِ العَبَّاسِ مِنَ المَحتُومِ، وَقَتلُ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ مِنَ المَحتُوم‏، و...». [كمالُ الدين ٢: ٥٥٨/ بابُ ٥٧/ الرواية ١٤]. رابعاً: وفي حديثِ حمرانَ بنِ أعين، عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، فقد جاءَ في هذا الحديثِ أنَّه (عليهِ السلام) قالَ: «مِنَ‏ المَحتُومِ‏ الَّذِي‏ لَا بُدَّ أَن يَكُونَ مِن قَبلِ قِيَامِ القَائِمِ خُرُوجُ السُّفيَانِيِّ، وَخَسفٌ بِالبَيدَاءِ، وَقَتلُ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ، وَالمُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ». [الغيبةُ للنّعماني: ٣٧٢/ بابُ ١٤/ الرواية ٢٦]. خامساً: في روايةٍ عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، في معرضِ بيانِه لكلامِ أبيهِ الإمامِ الباقرِ (عليهِ السلام)، والذي كانَ يقول بأنَّ (السفياني) وخروجَه منَ العلاماتِ الحتميّةِ، قالَ: «... نَعَم وَاختِلَافُ‏ وُلدِ العَبَّاسِ‏ مِنَ المَحتُومِ، وَقَتلُ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ مِنَ المَحتُومِ، وَخُرُوجُ القَائِمِ مِنَ المَحتُومِ». [كمالُ الدين ٢: ٥٥٩/ بابُ ٥٧/ الرواية ١٤]. سادساً: وفي روايةٍ عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام) في معرضِ الإجابةِ عن سؤالٍ حولَ وقتِ قيامِ القائم (عليهِ السلام)، قالَ: «... وَخُرُوجُ‏ السُّفيَانِيِ‏ مِنَ‏ الشَّامِ‏، وَاليَمَانِيِّ مِنَ اليَمَنِ، وَخَسفٌ بِالبَيدَاءِ، وَقَتلُ غُلَامٍ مِن آلِ مُحَمَّدٍ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقَامِ اسمُهُ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّفسُ الزَّكِيَّة». [معجمُ أحاديثِ الإمامِ المهدي (عليهِ السلام) ٣: ٤٩٣، نقلاً عن مُختصَرِ إثباتِ الرّجعة/ الرواية ١٨]. سابعاً: وعن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، في حديثٍ مُعتبر، قال: «أَمسِك‏ بِيَدِكَ‏ هَلَاكَ‏ الفُلَانِيِّ -اسم رجل من بني العبّاس-، وَخُرُوجُ السُّفيَانِيِّ، وَقَتلُ النَّفسِ، وَجَيشُ الخَسفِ، وَالصَّوت‏...». [الغيبةُ للنّعماني: ٣٦٤/ بابُ ١٤/ الرواية ١٦]. ثامناً: وفي روايةٍ مُعتبرةٍ عن أميرِ المؤمنينَ عليٍّ بنِ أبي طالب (عليهِ السلام)، قالَ: «...أَلَا أُخبِرُكُم بِآخِرِ مُلكِ بَنِي فُلَانٍ،... قَتلُ‏ نَفسٍ‏ حَرَامٍ‏ فِي‏ يَومٍ‏ حَرَامٍ‏ فِي‏ بَلَدٍ حَرَامٍ‏ عَن‏ قَومٍ‏ مِن‏ قُرَيش‏...». [الغيبةُ للنّعماني: ٣٦٤/ بابُ ١٤/ الرواية ١٦]. تاسعاً: ورُويَ عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام) أنَّه قال: «أَمَا إِنِّي‏ سَأُحَدِّثُكُم‏ بِالنَّفسِ‏ الطَّيِّبَةِ الزَّكِيَّةِ وَتَضرِيجِ دَمِهِ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقَام». [اختيارُ معرفةِ الرّجال: ٢٣]. عاشراً: وفي روايةٍ عن الإمامِ الباقرِ (عليهِ السلام) أنّه قال: «... وَقَتلُ‏ غُلَامٍ‏ مِن‏ آلِ‏ مُحَمَّدٍ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقَامِ اسمُهُ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّفسُ الزَّكِيَّة». [كمالُ الدين ١: ٦٠٤/ بابُ ٣٢/ الرواية ١٦]. حادي عشر: وعن أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام)، قالَ: «لَا يُطَهِّرُ اللهُ‏ الأَرضَ‏ مِنَ الظَّالِمِينَ حَتَّى يُسفَكَ الدَّمُ الحَرَام». [الغيبةُ للنّعماني: ٣٨٥/ بابُ ١٤/ الرواية ٥٥]. ففي هذه الروايةِ الشريفةِ لم يُصرَّح بـ (النفسِ الزكيّة)، ولكن اعتماداً على الرواياتِ التي تُعدِّدُ علاماتِ ما قبلَ الظهور، والتي تذكرُ قتلَ شخصيّةٍ مُهمَّةٍ واحدةٍ فقط، يظهرُ لنا أنَّ المرادَ منَ (الدَّمِ الحرام) في هذهِ الرواياتِ هو (النفسُ الزكيّة) نفسُها. ثاني عشر: وعن الإمامِ الباقرِ (عليهِ السلام)، قالَ: «...وَقَتلُ‏ غُلَامٍ‏ مِن‏ آلِ‏ مُحَمَّدٍ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقَامِ، اسمُهُ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّفسُ الزَّكِيَّة». [كمالُ الدين ١: ٦٠٤/ بابُ ٣٢/ الرواية ١٦].ثالث عشر: وفي روايةٍ مُعتبرةٍ عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، قال: «لَيسَ بَينَ قِيَامِ قائم آل محمّد (عليه السلام) وبينَ قَتلِ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ أَكثَرُ مِن خَمسَ عَشرَةَ لَيلَة». [كمالُ الدينِ وتمامُ النعمة ٢: ٥٥٤/ بابُ ٥٧/ الرواية ٢]. فالإمامُ الصّادقُ (عليهِ السلام) يُحدِّدُ في هذه الروايةِ الفاصلةَ الزمانيّةَ بينَ الحدثينِ بنحوٍ دقيقٍ ومُشخَّصٍ وهوَ خمسَ عشرةَ ليلة. رابع عشر: وعن أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) في روايةٍ مُعتبرة، قالَ: «...أَلَا أُخبِرُكُم بِآخِرِ مُلكِ بَنِي فُلَانٍ؟»، قُلنَا: بَلَى يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ، قَالَ: «قَتلُ‏ نَفسٍ‏ حَرَامٍ‏، فِي‏ يَومٍ‏ حَرَامٍ،‏ فِي‏ بَلَدٍ حَرَامٍ،‏ عَن‏ قَومٍ‏ مِن‏ قُرَيشٍ،‏ وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا لَهُم مُلكٌ بَعدَهُ غَيرُ خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةً». قُلنَا: هَل قَبلَ هَذَا أَو بَعدَهُ مِن شَيءٍ؟ فَقَالَ: «صَيحَةٌ فِي شَهرِ رَمَضَانَ تُفزِعُ اليَقظَانَ، وَتُوقِظُ النَّائِمَ،‏ وَتُخرِجُ الفَتَاةَ مِن خِدرِهَا». [الغيبةُ للنّعماني: ٣٦٤/ بابُ ١٤/ الرواية ١٧]. وهناكَ رواياتٌ أخرى تتضمّنُ المدلولَ نفسَه أوردَها كثيرٌ منَ المُصنّفينَ والباحثينَ في كتبِهم في خصوصِ العلاماتِ الحتميّةِ لعلاماتِ الظهورِ، فنكتفي بهذا المقدارِ منَ الرواياتِ لأنّها بيّنَت لنا بشكلٍ قاطعٍ حتميّةَ هذه العلامة. ودمتُم سالِمين.