هل يُعدُّ جفافُ (بُحيرةِ ساوة) علامةً لها أصلٌ روائيّ؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،لا إشكالَ أنَّ مِن كراماتِ ميلادِ خاتمِ الأنبياءِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) غورُ وجفافُ (بُحيرةِ ساوة)، وردَ ذلكَ عندَ الفريقينِ سنّةً وشيعةً، مِنها ما حكاهُ الشيخُ الصّدوقُ في [الأمالي ص360]: «.. وأصبحَت الأصنامُ كلّها صبيحةَ مولدِ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ليسَ مِنها صنمٌ إلّا وهوَ مُنكبٌّ على وجهِه، وارتجسَ في تلكَ الليلةِ إيوانُ كسرى، وسقطَت منهُ أربعةَ عشرَ شُرفةً، وغاضَت بحيرةُ ساوة، وفاضَ وادي السماوة، وخمدَت نيرانُ فارِس، ولم تخمُد قبلَ ذلكَ بألفِ عام.. »، ومِنها ما حكاهُ المؤرّخُ الطبريّ في [التاريخِ ج1 ص580]: « لمّا كانَت ليلةُ ولدَ فيها رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ [وآله] وسلّم) ارتجسَ إيوانُ كسرى، وسقطَت منهُ أربعُ عشرةَ شُرفةٌ، وخمدَت نارُ فارس، ولم تخمُد قبلَ ذلكَ بألفِ عام، وغاضَت بُحيرةُ ساوة .. ». وأمّا عدُّ جفافِ (بُحيرةِ ساوة) مِن علاماتِ ظهورِ الإمامِ المهديّ (عجّلَ اللهُ فرجه)، فقد بحَثنا وفحَصنا ـ قدرَ جهدِنا ـ في كتبِ الحديثِ والأخبار، سيّما الكتبِ المعنيّةِ بجمعِ علاماتِ الظهورِ المُقدّس، فما عثَرنا على روايةٍ تربطُ بينَ جفافِ بُحيرة ساوة وبينَ الظهورِ المُقدّس، وإن انتشرَ ذلكَ بشكلٍ كبيرٍ على صفحاتِ الشبكةِ العنكبوتيّة، ومَن تحدّثَ عن ذلكَ لم يُشِر لمصدرِ كلامِه لنتأكّدَ مِنها، واللهُ العالم.
اترك تعليق