هل يمكن للانسان ان يرى الملائكة ويدافعو عنه

: اللجنة العلمية

الأخُ السائلُ الكريم مِن حيثُ المبدأ والأساس لا يوجدُ مانعٌ مِن أن يرى الإنسانُ الملائكةَ، غيرَ أنَّ رُؤيةَ الملائكةِ لا تتسنّى لكلِّ أحد، بل تحتاجُ إلى طهارةٍ قلبيّةٍ وصفاءِ نفسٍ تُمكّنُه مِن ذلك وهذا ما لا يحصلُ إلّا لبعضِ الأولياءِ والخاصّةِ منَ الخَلق. 

قالَ العلّامةُ المجلسي: (وكذا أودعَ اللهُ سبحانَه حسّاً ضعيفاً في البصرِ فإذا صرفَه في مُشتهياتِ نفسِه ذهبَ اللهُ بنورِه وأعمى عينَ قلبِه فهوَ في الآخرةِ أعمى وأضلُّ سبيلاً، و إذا بذلَهُ في طاعةِ ربّه نوّرَ اللهُ عينَ قلبِه وأعطى بصرَه نوراً أعلى وأقوى فيهِ ينظرُ إلى الملكوتِ الأعلى ويتوسّمُ في وجوهِ الخلقِ ما لا يعرفُ غيرُه، و يرى الملائكةَ الروحانيّينَ كما قالَ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآله و سلّم: اتّقوا فراسةَ المُؤمنِ فإنّه ينظرُ بنورِ الله، و قالَ تعالى:(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ). (مرآةُ العقولِ في شرحِ أخبارِ آلِ الرسول (10/ 134) 

وقد ذكرَ ابنُ عبدِ البَرِّ وغيرُه أنَّ عمرانَ بنَ حُصين كانَ منَ الذينَ تُكلّمُهم الملائكةُ حيثُ قالَ ما هذا لفظُهُ: (وكانَ عمرانُ بنُ حُصين مِن فُضلاءِ الصحابةِ وفقهائِهم، يقولُ عنه أهلُ البصرة: إنّه كانَ يرى الحفظةَ وكانَت تُكلّمُه حتّى اكتوى. 

قالَ محمّدٌ بنُ سيرين: أفضلُ مَن نزلَ البصرةَ مِن أصحابِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم عمرانُ بنُ حُصين، وأبو بكرة. 

سكنَ عمرانُ بنُ حُصين البصرةَ، وماتَ بها سنةَ اثنتينِ وخمسينَ في خلافةِ مُعاوية. روى عنه جماعةٌ مِن تابعي أهلِ البصرةِ والكوفة). (الاستيعابُ في معرفةِ الأصحاب (1/ 374). 

قالَ الشيخُ المُفيد رحمَه الله: (القولُ في رؤيةِ المُحتضِرِ الملائكةَ والقولُ عندي في ذلكَ كالقولِ في رؤيتِه لرسولِ الله وأميرِ المؤمنينَ (ع)، وجائزٌ أن يراهُم ببصرِه بأن يزيدَ اللهُ تعالى في شُعاعِه ما يُدرِكُ بهِ أجسامَهم الشفّافةَ الرقيقة، ولا يجوزُ مثلُ ذلك في رسولِ الله (ص) وأميرِ المؤمنينَ (ع) لاختلافٍ بينَ أجسامِهما وأجسامِ الملائكةِ في التركيبات، وهذا مذهبُ جماعةٍ مِن مُتكلّمي الإماميّةِ ومنَ المُعتزلةِ البَلخي وجماعةٌ مِن أهلِ بغداد. (أوائلُ المقالات- الشيخُ المُفيد (ص: 16) 

وأمّا دفاعُ الملائكةِ عن الإنسانِ في بعضِ المواقف، فهذا ثابتٌ لخصوصِ أنبياءِ اللهِ تعالى دونَ غيرِهم. 

قالَ تعالى: (بَلَى إِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُم مِّن فَورِهِم هَذَا يُمدِدكُم رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ). (آلُ عِمران/126). 

ودُمتَ في حفظِ اللهِ وحُسنِ رعايتِه.