عِيسَى غير اسمه من يسوع الى عيسى هُنَاكَ خَطَأٌ فَادِحٌ وَخَلْطٌ فِي القُرْآنِ بَيْنَ الإسْمَيْنِ؟
السلام عليكم ورحمة الله
الجواب: عزيزي السائل ليس الوارد في القرآن العظيم المقطوع بصحّته وحفظه عند عامّة المسلمين سوى اسم عيسى عليه السلام، وأمّا اسمُ يسوع فلم يرد ذكرهُ في القرآن مطلقاً، وعليه: فادّعاؤك أنّ يسوعَ غيّر اسمهُ إلى عيسى باطلٌ ولا أثرَ له، خصوصاً أنّ اسم عيسى (ع) وردَ في القرآن الكريم في (25) مورداً، نذكر منها ما يلي:
قوله تعالى: {وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُم رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُم فَفَرِيقًا كَذَّبْتُم وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة : 87].
وقوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة : 136].
وقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُم دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَو شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَن آمَنَ وَمِنْهُم مَن كَفَرَ وَلَو شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة : 253].
وقوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 52].
وقوله تعالى: {إِذ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُم فَأَحْكُمُ بَيْنَكُم فِيمَا كُنْتُم فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران : 55].
وقوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران : 59]. وغيرها من الآياتِ الكريمة.
نعم، في الكتبِ المسيحيةِ، واعتمادًا على العهد الجديد، فيسوع عندكم هو المسيحُ الذي انتظرهُ اليهودُ وفيه تحقّقت نبوءاتُ العهدِ القديم، وله عددٌ وافرٌ من الألقاب. [ينظر: كتاب البشرى، مجموعة من المؤلفين، المركز الكاثوليكي للتعليم المسيحي، الطبعة الأولى، أنطلياس 2005، 69. وكتاب يسوع هو المسيح، بشارة الحياة، 19 يوليو 2012. نسخة محفوظة 7 مايو 2015 على موقع واي باك مشين].
وأمّا عندنا معاشرَ المسلمين، فإنّ عيسى (ع) هو المسيحُ صريحاً استناداً إلى قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عمران : 45].
وعليه: فليس هناك خطأ وخلطٌ في القرآن العظيم كما تزعم في سؤالك، وإنّما الخلطُ والخطأ سببهُ كتبكم المتداولة بينكم والتي تعتمدونَ عليها في رمي التهمِ الباطلة على الآخرينَ من دونِ وجه حقّ، خصوصاً أنّ الثابتَ عندنا معاشر المسلمين في غير موردٍ من القرآن أنّكم تحرّفون الكلمَ عن مواضعه، منها: قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِيثَاقَهُم لَعَنَّاهُم وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُم قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُم إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُم فَاعْفُ عَنْهُم وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة : 13]. فنرجو من السّائلِ إعادةَ النظر فيما طرحهُ وليدقّق في ذلك. ودمتم سالمين
اترك تعليق