مَن علّمَ بلالً الحبشيّ الأذانَ، النبيُّ (ص) أم الإمامُ عليّ؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،

الجوابُ: إنَّ المشهورَ بينَ أهلِ العلم أنَّ الذي علّمَ بلالَ الحبشيَّ الأذانَ هوَ النبيُّ صلّی اللهُ عليهِ وآله وسلّم، فكانَ بذلكَ المُؤذّنَ الأوّلَ في الإسلام، فكانَ يؤذّنُ للنبيّ طوالَ حياتِه، في حِلّه وترحالِه، وحتّى في الحروبِ والغزوات. [ مناقبُ آلِ أبي طالبٍ للمازندرانيّ، ج 1، ص 141].

وفي كتابِ (أعيانِ الشيعة) للسيّدِ مُحسنٍ الأمينِ العامليّ (ج3/ص603) نقلَ عن كتابِ تهذيبِ الأحكام للطوسيّ في فصلِ الأذان في الصحيحِ عن سليمانَ بنِ جعفرٍ الجعفري عن أبيه قالَ: دخلَ رجالٌ مِن أهلِ الشام على أبي عبدِ الله ع فقال: أوّلُ مَن سبقَ إلى الجنّةِ بلال. قالَ: ولِـمَ؟ قالَ: لأنّه أوّلُ مَن أذّنَ. انتهى.

ونقلَ السيّدُ مُحسِنُ العامليّ أيضاً في الصفحةِ نفسِها عن كتابِ الخِصالِ للصّدوقِ أخبرَني محمّدُ بنُ علي بنِ إسماعيل حدّثنا البحيري حدّثنا محمّدُ بنُ حربٍ الواسطي حدّثني يزيدُ بنُ هارون عن أبي شيبةَ حدّثنا رجلٌ مِن همدانَ عَن أبيه قالَ قالَ عليُّ بنُ أبي طالب: السبّاقُ خمسةٌ فأنا سابقُ العربِ وسلمانُ سابقُ فارس وصهيبٌ سابقُ الروم وبلالٌ سابقُ الحبش وجنابُ سابقُ النبط.

وقد رويَ عن رسولِ الله صلّی اللهُ عليهِ وآله وسلّم أنّه قالَ: نِعمَ المرءُ بلال، هوَ سيّدُ المُؤذّنين، ولا يتّبعُه إلّا مؤذّنٌ، والمؤذّنونَ أطولُ الناسِ أعناقاً يومَ القيامة. [ سيرُ أعلامِ النبلاءِ للذهبيّ، ج 1، ص 3، برقم 76].

ولم يتّخِذ النبيُّ صلّی اللهُ عليهِ وآله وسلّم غيرَ بلالٍ مؤذّناً، ولذا كانَ بقدرِ ما يأنسُ بالصّلاة، أيضاً كانَ المؤنسَ له هوَ صوتُ بلال، فكانَ النبيُّ يخاطبُه بالخصوصِ ويقول: يا بلالُ قُم فنادِ بالصلاةِ - يا بلالُ قُم فأذِّن - يا بلالُ أقم الصلاةَ وأرحنا. [تهذيبُ الكمالِ للمزّيّ، ج 23، ص 107]. ودُمتم سالِمين.