هل كان العرّافينَ كانوا يعلمونَ بولادةِ موسى ؟

"السلام عليكم سؤال العرافين في زمن فرعون في زمن النبي موسى عليه السلام كيف يعرفون انه راح يولد طفل في كذا سنة و يقتل فرعون ؟ و لو كان الجواب انه الشياطين تسترق السمع في ذاك الوقت فهل هذا معناه انه اقدار البشر منتشرة بين اهل السماء و لمدة سنوات مستقبلية بعيدة"

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجوابُ:

ليسَ هناكَ ما يُدلّلُ على أنَّ العرّافينَ كانوا يعلمونَ بولادةِ موسى (عليهِ السلام)، وما هوَ مذكورٌ في هذا الشأنِ بحسبِ روايةِ ابنِ عبّاس وابنِ مسعود أنَّ فرعونَ رأى في منامِه كأنَّ ناراً قد أقبلَت مِن نحوِ بيتِ المقدسِ، فأحرقَت دورَ مِصرَ وجميع القبطِ ولم تضُرَّ بني إسرائيل، فلمّا استيقظَ هالَهُ ذلك، فجمعَ الكهنةَ والسحرةَ وسألَهم عَن ذلك، فقالوا: هذا غلامٌ يُولَدُ مِن هؤلاء يكونُ سببُ هلاكِ أهلِ مِصر على يديه، فلهذا أمرَ بقتلِ الغلمانِ وتركِ النسوان) وبحسبِ هذا الخبرِ فإنَّ العرّافينَ تأوّلوا رؤيةَ فرعون ليسَ إلّا، ويبدو أنَّ الذي حملَهم على هذا التأويلِ هوَ أنَّ بني إسرائيل كانوا يتناقلونَ بشارةً مِن إبراهيم عليهِ السلام بولادةِ غُلامٍ مِنهم يكونُ زوالُ حُكمِ مِصرَ على يديه، والذي يُؤكّدُ ذلكَ ما جاءَ في البدايةِ والنهاية لابنِ كثير حيثُ قال: وكانَ الحاصلُ له على هذا الصّنيعِ القبيح -يعني ذبحَ الأبناءِ واستحياءَ النساء- أنَّ بني إسرائيلَ كانوا يتدارسونَ فيما بينَهم ما يأثرونَهُ عن إبراهيمَ عليهِ السلام مِن أنّه سيخرجُ مِن ذُرّيّتِه غلامٌ يكونُ هلاكُ ملكِ مِصرَ على يديه، وكانَت هذه البشارةُ مشهورةً في بني إسرائيل، فتحدّثَ بها القبطُ فيما بينَهم ووصلَت إلى فرعون فذكرَها له بعضُ أمرائِه وأساورتِه وهُم يسمرونَ عندَه، فأمرَ عندَ ذلكَ بقتلِ أبناءِ بني إسرائيلَ حذراً مِن وجودِ هذا الغُلام، ولن يُغني حذرٌ مِن قَدر.

واللهُ أعلم.