التسميةُ باسمِ الخلفاءِ الثلاثةِ لا تدلُّ على المحبّة

هل سمّى الإمامُ عليّ ع بعضَ أبنائِه باسمِ الخلفاءِ الثلاثة؟ وهل هذا يناقضُ القولَ بأنّه كانَ هناكَ خلافٌ بينَه وبينهم ؟

: السيد علي المشعشعي

الجوابُ:

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

عنى السائلُ بالخُلفاءِ الثلاثة أبا بكر واسمُه عبدُ الله ويقالُ: عتيقُ بنُ أبي قحافة. وعمرَ بنُ الخطّابِ بنِ نفيل أبا حفص العدويّ وعثمانَ بنُ عفّان بنِ أبي العاص بنِ أميّةَ الأمويّ.

والتسميةُ بتلكَ الأسماءِ لم تكُن مُختصّةً بهؤلاءِ حتّى يُقالَ إنَّ عليّاً عليهِ السلام سمّى أولادَه تيمُّناً بأسمائِهم إنّما هيَ مشاعةٌ وقد سُمّيَ غيرُهم منَ الصحابةِ بها -نذكرُ مِنهم على سبيلِ المِثال-:

(1) : مِن كُنيةِ أبو بكر:

أبو بكرٍ شدّادُ بنُ شعوب الليثيّ (الإصابةُ ج3ص322) .

أبو بكر عبدُ الله بنُ الزّبيرِ الأسديّ (الإصابة ج4ص89) .

أبو بكرٍ العنسيّ (الإصابة ج7ص44) .

أبو بكرٍ بنُ حفص (الإصابة ج7ص44 )

أبو بكرٍ قيسُ بنُ ثور السلوليّ (الإصابةُ ج5ص531)

(2) : مَن كانَ اسمُه عُمر:

عمرُ بنُ سُراقةَ القُرشيّ العدويّ (الإستيعاب ج1ص359)

عمرُ اليمانيّ (الإصابة ج4ص 597)

عمرُ بنُ الحكمِ السلميّ (الإصابة ج4ص587)

عمرُ بنُ سعدٍ أبو كبشة الأنماريّ (الإستيعاب ج1ص359 ) .

عمرُ بنُ سُفيان بنِ عبدِ الأسدِ المَخزوميّ (الإستيعاب ج1ص359 )

عمرُ بنُ عُميرٍ بنِ عدي الأنصاريّ السّلميّ (الإستيعاب ج1ص359 ) .

عمرُ بنُ عوف النُّخعيّ (الإصابة ج4ص594) .

عمرُ بنُ يزيد الكعبيّ الخزاعي (الإستيعاب ج1ص359) .

عمرُ بنُ عمرو الليثيّ (الإصابة ج4ص594) .

عمرُ بنُ لاحق (الإصابة ج4ص594) .

عمرُ بنُ مالك (الإصابة ج4ص594)

عمرُ بنُ مالكٍ القرشيّ الزهريّ (الإصابة ج4ص594 )

عمرُ بنُ معاوية الغاضريّ (الإصابة ج4ص595) .

عمرُ الأسلميّ (الإصابة ج4ص596 ) .

عمرُ بنُ أبي سلمةَ القرشيّ المخزوميّ (الإستيعاب ج1ص359)

(3) – مَن كانَ اسمُه عُثمان:

عثمانُ بنُ أبي الجهمِ الأسلميّ (الإصابة ج4ص447) .

عثمانُ بنُ حكيمٍ بنِ أبي الأوقصِ السلميّ (الإصابة ج4ص447 ) .

عثمانُ بنُ حميدٍ بنِ زُهيرٍ القرشيّ الأسديّ (الإصابة ج4ص449)

عثمانُ بنُ حنيف الأنصاريّ الأوسيّ (الإستيعاب ج1ص137 )

عثمانُ بنُ ربيعةَ بنِ اهبانَ القرشيّ الجمحيّ (الإستيعاب ج1ص317) .

عثمانُ بنُ ربيعةَ الثقفيّ (الإصابة ج4ص450) .

عثمانُ بنُ سعيدٍ بنِ أحمرَ الأنصاريّ (الإصابة ج4ص449) .

عثمانُ بنُ شمّاسَ المخزوميّ (الإصابة ج4ص450) .

عثمانُ بنُ طلحةَ بنِ أبي طلحةَ العبدري (الإستيعاب ج1ص317) .

عثمانُ بنُ أبي العاص الثقفيّ (الإستيعاب ج1ص318)

عثمانُ بنُ عامرٍ أبو قحافةَ القرشيّ التيميّ (الإستيعاب ج1ص318 ) .

عثمانُ بنُ عبدِ غنمَ القرشيّ الفهريّ (الإستيعاب ج1ص318 ) .

عثمانُ بنُ عُبيدِ الله القرشيّ التميميّ (الإصابة ج4ص55) .

عثمانُ بنُ عثمانَ الثقفيّ (الإستيعاب ج1ص319) .

عثمانُ بنُ عثمان بنِ الشريدِ المخزوميّ (الإصابة ج4ص459) .

عثمانُ بنُ عمرو الأنصاريّ (الإصابة ج4ص461).

عثمانُ بنُ مظعون الجمحيّ (الإصابة ج4ص461) .

عثمانُ بنُ معاذ بنِ عُثمان التيميّ (الإصابة ج4ص463) .

عثمانُ بنُ وهبٍ المخزوميّ (الإصابة ج4ص463) .

عثمانُ بنُ عمرو بنِ الجموحِ الأنصاريّ السلميّ (الإصابة ج4ص463) .

وأمّا دلالتُها على المحبّةِ فلو كانَت التسميةُ دليلَ المحبّةِ فعدمُها دليلُ النّفرةِ والبغضةِ ولم نجِد هؤلاءِ الثلاثةَ سمّوا أحدَ أبنائِهم باسمِ عليٍّ عليهِ السلام!

ثمَّ قَد وجَدنا أنَّ أكبرَ أولادِ عُمر هوَ : عبدُ الله ويمكنُ أن يُقالَ أنَّ عُمرَ سمّى ابنَه بعبدِ الله حبّاً بصاحبِه عبدِ الله بنِ أبي سلول رأسِ المُنافقين!

فإن قُلتم: العبادلةُ كثرٌ وليسَ حكراً على ابنِ سلول؟

قُلنا: أيضاً التكنّي بأبي بكرٍ والتسميةُ بعُمرَ وعُثمان ليسَ حكرا على الثلاثة.

وقد ذكرَ المفيدُ في (الإرشاد ص194): أنَّ أحدَ أولادِ الحسنِ بنِ عليّ عليهِ السلام اسمُه عمرو، فهل سمّاهُ تيمُّناً باسمِ عمرو بنِ ود ، أو أبي جهلٍ عمرو بنِ هشام! أم أنّها مشاعةٌ لم تختصَّ بهما؟!

ثمَّ تسميةُ الأبناءِ باسمٍ منَ الأسماءِ لا تدلُّ على المحبّةِ والمودّة إلّا إذا أفصحَ الأبُ عَن ذلك كما ذكرَ أنَّ أميرَ المؤمنين عليهِ السلام سمّى ابنَه عثمان استذكاراً للشهيدِ عُثمانَ بنِ مظعون وقد رويَ عنه عليهِ السلام أنّه قالَ: إنّما سمّيتُه باسمِ أخي عُثمان بنِ مظعون [مقاتلُ الطالبيّين ص55].

وأمّا أبو بكرٍ كُنيتُه لا اسمُه ، وإنّما اسمُه محمّدٌ الأصغر ( الإرشاد ص186 ).

وأمّا عُمر فيمكنُ أن يقالَ سمّاهُ تيمُّناً بعُمرَ بنِ أبي سلمة القرشيّ ربيبِ رسولِ الله وأمُّه أمُّ سلمة زوجُ النبيّ والذي شهدَ معَ عليّ عليهِ السلام الجملَ ، واستعملَه على البحرين ، وعلى فارس [أسدُ الغابة ج3ص680].

والحمدُ للهِ أوّلاً وآخراً.