كيف يكون الشخص شيعيا جيدا ؟
الجوابُ: بسمِ الله الرّحمنِ الرحيم
{الْحَمدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصطَفَىٰٓ}
هذا سؤالٌ جميلٌ، رُغمَ بساطتِه واختصارِه،
إلّا أنّه احتوى خلاصةَ المنظومةِ الدينيّة!
ويكفي الإنسانَ المؤمن أن يتوفّرَ على أمور،
هيَ كفيلةٌ بسعادتِه في الدّنيا والآخرة ..
الأمرُ الأوّل: أن يحصِّلَ بنفسِه العقائدَ الصحيحة،
وما يكتفي بتقليدِ الآخرينَ فيها، مهما بلغَ
الآخرونَ مِن قرابةٍ أو مكانةٍ أو معرفة.
فإن استطاعَ أن يدرسَ ويبحثَ في جميعِ
الأدلّةِ المُشيَّدةِ في العقائد، فبها ونعمَتْ.
وإلّا يكفيهِ الالتزامُ بأصولِ الدينِ الخمسة،
المُجمع عليها لدى الشيعةِ الإماميّة. كما
يكفيهِ دليلٌ واحدٌ واضحٌ على كلِّ أصل.
والأصولُ الخمسةُ هي:
١- التوحيدُ.
٢- العدلُ.
٣- النبوّة.
٤- الإمامةُ.
٥- المعادُ.
وقد وردَ عن أهلِ البيتِ (ع) أنّها هيَ الدينُ
الذي يرتضيهِ اللهُ ورسولهُ وأولياؤه ..
أخرجَ الكُليني في الكافي: ج٢/ ص٢٣/ ح١٤،
والكشّيُّ في الرجال: ج١/ ص٤١٨/ ح٧٩٢،
كلاهما بإسنادينِ صحيحين، عن عمرو بنِ
حريث، أنّه قالَ للإمامِ الصّادق (ع) :
«جعلتُ فداك؛ ألا أقصُّ عليكَ ديني؟ فقال: بلى! قلتُ: أدينُ اللهَ بشهادةِ أن لا إلهَ إلّا الله وحدُه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمّداً عبدُه ورسولهُ. وأنَّ الساعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها، وأنَّ اللهَ يبعثُ مَن في القبور. وإقامةِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وصومِ شهرِ رمضان، وحجِّ البيت. والولايةِ لعليٍّ أميرِ المؤمنين بعدَ رسولِ الله، والولايةِ للحسنِ والحُسين، والولايةِ لعليِّ بنِ الحسين، والولايةِ لمُحمّدٍ بنِ عليٍّ، ولكَ مِن بعدِه (صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين). وأنّكم أئمّتي، عليهِ أحيا وعليهِ أموت، وأدينُ اللهَ به! فقالَ: يا عمرو؛ هذا واللهِ دينُ الله، ودينُ آبائي، الذي أدينُ اللهَ به، في السِّرِّ والعلانية. فاتقِ الله، وكُفَّ لسانَك إلّا مِن خير».
ولا بأسَ بالإطّلاعِ على كتبِ العقائدِ السهلةِ
الواضحة، والتي تناسبُ عمومَ الناس، مثلَ:
عقائدِ الإماميّةِ للشيخِ مُحمّد رضا المظفر.
الأمرُ الثاني: أن يطيعَ الله َفي كافّةِ ما أمرَه به مثلَ:
أداءِ الواجباتِ الشرعيّة؛ كالصّلاة، والصيامِ، والحجِّ، والزكاةِ، والخُمس. بحسبِ تفاصيلِ الأحكامِ الفقهيّةِ المعروفة.
الأمرُ الثالث: أن يجتنبَ معصيةَ اللهِ في كلِّ ما نهاهُ عنه، مثل: تركِ المُحرَّماتِ الشرعيّة؛ كالزنا، واللواطِ، وتعاطي المُسكراتِ بكافّةِ أنواعِها، والكذب، والاعتداءِ على الناسِ في أنفسِهم
وأعراضِهم وأموالهم.
وليعرفَ المُكلَّفُ تفاصيلَ الأحكامِ الشرعيّة،
الواجباتِ مِنها والمُحرَّمات، يراجعُ الفتاوى
الفقهيّةِ لمرجعِ تقليده.
الأمرُ الرّابع: أن يتّصفَ بالأخلاقِ الكريمةِ والتعاملِ الحسن، معَ الأهلِ والأصدقاءِ وسائرِ الناس، ومحاولةُ إنصافِهم وعدمُ إضرارِهم.
ومكارمُ الأخلاقِ كثيرةٌ، منها مثلاً:
ما خرَّجَه الصدوقُ في المعاني: ص١٩١/ ح١،
بإسنادٍ صحيح، عن حمّادَ بنِ عُثمان، قال:
«جاءَ رجلٌ إلى الصّادقِ جعفرٍ بنِ مُحمّد (ع)، فقالَ: يا ابنَ رسولِ الله؛ أخبِرني بمكارمِ الأخلاق! فقالَ: العفو عمَّن ظلمَك، وصلةُ مَن قطعَك، وإعطاءُ مَن حرمَك، وقولُ الحقِّ ولو على نفسك».
ولا بأسَ بالإطّلاعِ على كتبِ الأخلاقِ السّهلةِ الواضحة، والتي تناسبُ عمومَ الناس، مثلَ:
٥٠ درساً في الأخلاقِ للشيخِ عبّاسٍ القمِّي.
الأمرُ الخامس: أن يتعاهدَ الثقلينِ العظيمين؛ وهُما تركةُ رسولِ الله (ص) في أمَّته ..
١- القرآنُ الكريم: بقراءتِه وتدبُّرِه والأخذِ به،
وجعلِه دستور الحياة، وعدمِ إهمالِه بتاتاً.
قالَ تعالى: {فَاقرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرءَآنِ}،
سورةُ المزمل/ الآية ٢٠.
أخرجَ الكُليني في الكافي: ج٢/ ص٢٣/ ح١٤،
بسندٍ صحيح، عن الإمامِ الصادقِ (ع) قال:
«القرآنُ عهدُ الله إلى خلقِه، فقد ينبغي للمرءِ المُسلِم أن ينظرَ في عهدِه، وأن يقرأ منهُ في كلِّ يومٍ خمسينَ آية».
ولا بأسَ بالاطّلاعِ على كتبِ التفسيرِ السهلةِ الواضحة، والتي تناسبُ عمومَ الناس، مثلَ:
تفسيرِ القرآنِ الكريم للسيّدِ عبدِ الله شُبَّر.
٢- أهلُ البيت (ع) : بأن يواليهم في جميعِ
الأحوال، ويبرأ مِن أعدائِهم، ويزورَ قبورَهم،
ويحضرَ مواضعَ سيرتِهم، ويُحيي ذكرياتِهم،
وينشرَ معارفَهم وتعاليمَهم وآدابَهم، ويقرأ
حديثَهم وأدعيتَهم، ويتخلّقَ بأخلاقِهم (ع).
قد روى الصدوقُ في الفقيه: ج٢/ ص٥٧٧/
ح٣١٦٠، والعللِ: ج٢/ ص٤٥٩/ ح٣، والعيونِ
ج١/ ص٢٩١/ ح٢٤، بسندٍ صحيح، عن الإمامِ الرّضا (ع)، أنّه قال:
«إنَّ لكلِّ إمامٍ عهداً في عنقِ أوليائِه وشيعتِه، وإنَّ مِن تمامِ الوفاءِ بالعهد، وحُسنِ الأداء، زيارةُ قبورِهم، فمَن زارَهم ـ رغبةً في زيارتِهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه ـ كانَ أئمّتُهم شفعاءهم يومَ القيامة».
ولا بأسَ بالإطّلاعِ على كتبِ السيرةِ السهلةِ
الواضحة، والتي تناسبُ عمومَ الناس، مثل:
الأنوارِ البهيّة في تواريخِ الحُججِ الإلهيّة (ع)،
للشيخِ عبّاس القُمِّي.
فهذهِ الأمورُ الخمسةُ مُجتمعةٌ، هيَ عصارةُ
المنظومةِ الشيعيّةِ فكراً وسلوكاً ومنهجاً.
مَن وفّقَه اللهُ لامتثالِها فهوَ الشيعيُّ الجيِّد،
وفازَ وسُعدَ في الدّنيا والآخرة بحولِ الله.
اترك تعليق