إذا كانَ الرزق مكتوباً فلماذا يعملُ الإنسان؟

هل الرزقُ مكتوبٌ على كلِّ إنسانٍ سواءٌ سعى إليه أم لم يسعَ؟ وإذا كانَ مكتوباً له فلماذا يعملُ الإنسان؟

الجوابُ:

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

للرّزقِ نوعان: رزقٌ مقسومٌ بالحركةِ والسعي إليه ورزقٌ مقسومٌ أتاكَ مِن دونِ أن تطلبَه كما وردَ ذلكَ في لسانِ الأخبارِ عن الأئمّةِ الأطهار عليهم السلام ففي «نهجِ البلاغة» قالَ أميرُ المؤمنينَ صلواتُ الله عليه: «الرزقُ رزقان: رزقٌ تطلبُهُ، ورزقٌ يطلبُك، فإن لم تأتِه أتاك» (1).

وقالَ عليهِ السلام: " اطلبوا الرّزقَ فإنّه مضمونٌ لطالبه " (2).

وروى الحرُّ العامليّ عن المفيدِ في (المُقنعة) قال: قال الصّادقُ (عليهِ السلام): الرّزقُ مقسومٌ على ضربين: 

أحدُهما: واصلٌ إلى صاحبهِ وإن لم يطلبه.

والآخرُ: معلّقٌ بطلبِه، فالذي قسمَ للعبدِ على كلِّ حالٍ آتيه وإن لم يسعَ له، والذي قُسمَ له بالسعي فينبغي أن يلتمسَه مِن وجوهِه.. (3).

وقد وردَ الحثّ على الدعاءِ في طلبِ الرّزق فعن مولانا الباقر (عليهِ السلام) أنّه قال: الأرزاقُ موضوعةٌ مقسومةٌ وللهِ فضلٌ يقسمُه مِن طلوعِ الفجر إلى طلوعِ الشمس وذلكَ قوله: (واسألوا اللهَ مِن فضلِه) ثمَّ قال: وذكرُ اللهِ بعدَ طلوعِ الفجر، أبلغُ في طلبِ الرّزقِ منَ الضّربِ في الأرض (4).

والحمدُ لله أوّلاً وآخرا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- نهجُ البلاغة ص٢٩ رقمُ الحديث: (379).

2- الإرشادُ للشيخِ المُفيد ص 304.

3- وسائلُ الشيعة ج17ص47 رقم الحديث: (21946). 

4- الفصولُ المُهمّة في أصولِ الأئمّة للحرِّ العاملي ج1ص273.