متى هاجرَ الرّسولُ –صلّى اللهُ عليهِ وآله- بالهجري؟

: السيد علي المشعشعي

الجوابُ:

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم،

الهجرةُ معناها الخروجُ مِن أَرضٍ إِلى أُخرى (1).

وقد خرجَ رسولُ الله -صلّی اللهُ عليهِ وآله- مِن مكّةَ ليلةَ 1 ربيعٍ الأوّلِ بعدَ أن مكثَ أيّاماً، ثمَّ خرجَ إلى أصحابِه مسروراً فقالَ: "قد أخبرتُ بدارِ هِجرتكم وهيَ يثربُ فمَن أرادَ الخروجَ فليخرُج إليها" فجعلَ القومُ يتجهّزونَ ويتوافقونَ ويتواسونَ ويخرجونَ ويُخفونَ ذلك (٢).

ثمَّ خرجَ النبيُّ -صلّی اللهُ عليهِ وآله- مِن مكّةَ ليلةَ الخميس، وقيلَ الثلاثاء سنةَ 13 منَ البعثة (3).

ووصلَ المدينةَ يومَ الاثنين مِن شهرِ ربيعٍ الأوّل قُربَ الظّهر، ونزلَ قُباء يومَ الإثنينِ والثلاثاءِ والأربعاءِ والخميس وأسّسَ مسجدَ قباء ثمَّ قدمَ عليٌّ –عليهِ السلام- معهُ الفواطمُ وأمُّ أيمن وجماعةٌ مِن ضُعفاءِ المؤمنين.

وكانَ عليٌّ في طريقِه يسيرُ اللّيلَ ويكمنُ النهار حتّى تفطّرَت قدماهُ فاعتنقَهُ النبيّ -صلّی اللهُ عليهِ وآله- وبكى رحمةً له لِما بقدمِه منَ الورمِ وتفلَ في يديهِ وأمرَّهُما على قدميهِ فلَم يشكُهُما بعدَ ذلك.

ثمَّ ركبَ النبيُّ -صلّی اللهُ عليهِ وآله- يومَ الجُمعةِ يريدُ المدينةَ وأدركَتهُ الجُمعة في بني سالمٍ بنِ عوف فصلّاها في المسجدِ الذي ببطنِ الوادي بمَن معَه منَ المُسلمين وكانوا مئةً ثمَّ كانَ دخولهُ -صلّی اللهُ عليهِ وآله- المدينةَ المنوّرةَ معَ زوالِ شمسِ يوم في 12 ربيعٍ الأوّل سنةَ 23 للبعثة (٤)

وقالَ اليعقوبي: كانَ دخولُه المدينةَ 8 ربيعٍ الأوّل (٥).

وقالَ ابنُ شهرِ آشوب (٦) و أبو عليٍّ الطبرسي (٧) أنَّ دخولَه المدينةَ كانَ في 11 ربيعٍ الأوّل.

والحمدُ للهِ أوّلاً وآخراً..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- النهايةُ في غريبِ الحديث، ج 5، ص 244.

2- الطبقاتُ الكُبرى، ج 1، ص 226.

3- مسارُ الشيعةُ للمُفيد ص 48 - مصباحُ المُتهجِّد للطوسيّ ص 791.

4- مسارُ الشيعةِ ص 49- مصباحُ المُتهجّد، ص 550؛ - كشفُ الغُمّة، ج 1، ص 16.

5- تاريخُ اليعقوبي، ج 2، ص 41.

6- مناقبُ آلِ أبي طالب، ج 1، ص 225.

7- إعلامُ الورى للطبرسي ، ج 1، ص 53.