لماذا الأئمة المعصومون لم يؤلفوا الكتب؟
سؤال دائماً مايطرح من قبل المخالفين انه لماذا الأئمة المعصومين لم يؤلفوا الكتب مثل الصادق( ع) على الاقل الكتب العلمية ان لم تكن الدينية حيث ان الروايات في كتب الشيعة منقولة عنهم
الجوابُ:
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
توجدُ للأئمّةِ الأطهارِ كتبٌ ومصنّفاتٌ في أبوابِ العلومِ وهيَ على قسمين:
الأوّل: كتبٌ خاصّةٌ لدى الأئمّة –عليهم السلام- فيها أسرارُ أخبارِ الحدثانِ ما كانَ وما يكونُ إلى يومِ القيامةِ والحلالُ والحرامُ مِن أحكامِ الدّين ولم تُنشَر منها إلّا ما رويَ مِن أقوالِهم –عليهم السلام- عنها مثلَ ما كتبَه أميرُ المؤمنينَ عليّ –عليهِ السلام- الذي سُمّيَ "الجامعة"
قالَ الاِمامُ الصّادقُ -عليه السّلام- هوَ يعرفُ كتابَ علىٍّ طولُه سبعونَ ذراعاً، إملاءُ رسولِ اللّهِ مِن فلقِ فيهِ، وخطُّ عليّ بنِ أبي طالب -عليهِ السّلام- بيدِه، فيهِ واللّهِ جميعُ ما يحتاجُ إليهِ النّاسُ إلى يومِ القيامةِ، حتّى أنّ فيهِ أرشَ الخدشِ والجلدةَ ونصفَ الجلدة (1).
ويقولُ سليمانُ بنُ خالد: سمعتُ أبا عبدِ اللّهِ -عليهِ السّلام- ، يقولُ: «إنّ عندَنا لصحيفةً طولُها سبعونَ ذراعاً إملاءُ رسولِ اللّهِ -صلّى اللهُ عليهِ وآله- وخطَّ عليٍّ (عليه السّلام) بيدِه، ما مِن حلالٍ ولا حرامٍ إلاّ وهوَ فيها»(2).
ومثلُ: مصحفِ فاطمةَ الزّهراء –عليها السلام-
قالَ الإمامُ الصّادق -عليهِ السَّلام- : " و إنَّ عندَنا لمصحفُ فاطمة ( عليها السَّلام ) و ما يدريهم ما مصحفُ فاطمة ، مصحفٌ فيه مثلُ قرآنِكم هذا ثلاثَ مرّات ، واللهِ ما فيهِ مِن قرآنِكم حرفٌ واحد ، إنّما هوَ شيءٌ أملاهُ اللهُ و أوحى إليها " (3).
والثاني: الكتبُ التي أملاها الأئمّة -عليهم السّلام- على أصحابهم مِن أدعيةٍ ومواعظ والتي تتضمّنُ شرائعَ الدّينِ مثلَ كتابِ الصحيفةِ السجّاديّةِ جامعٌ لعيونِ أدعيةِ الإمامِ عليّ بنِ الحسين زينِ العباد -عليهِ السلام-
وله كتابُ: رسالةُ الحقوقِ.
وله مناسكُ الحجِّ رسالةٌ حاويةٌ لجميعِ أحكامِ الحجِّ الشرعيّة ، في ثلاثينَ باباً.
وقد ذكرَ السيّدُ محسنُ الأمينُ عدّةَ كتبٍ للإمامِ الصّادقِ -عليهِ السّلام- نذكر مِنها:
1. رسالةُ الإمامِ الصّادقِ -عليهِ السّلام- إلى النّجاشيّ والي الأهوازِ المعروفةِ برسالةِ عبدِ اللهِ بنِ النّجاشي.
2. رسالةٌ لهُ -عليه السّلام- أوردَها الصّدوقُ في الخِصالِ تتضمّنُ شرائعَ الدّينِ ..
3. كتابُ التوحيدِ بروايةِ المُفضّلِ بنِ عُمر الجعفي في ردِّ الدّهريّةِ وإثباتِ الصّانعِ.
4. كتابُ الإهليلجةِ بروايةِ المُفضّلِ بنِ عُمر أيضاً.
5.كتابُ مصباحِ الشّريعةِ ومفتاحُ الحقيقةِ.
6. رسالتُه إلى أصحابِه رواها الكُليني في أوّلِ روضةِ الكافي
7. رسالتُه إلى أصحابِ الرّأي والقياس .
8. رسالتُه في الغنائمِ ووجوبِ الخُمسِ أوردَها وما بعدَها إلى السّادسِ عشرَ في تحفِ العقول .
٩. رسالتُه في وجوهِ معايشِ العبادِ ووجوهِ إخراجِ الأموالِ جواباً لسؤالِ مَن سأله كم جهاتُ معايشِ العبادِ التي فيها الاكتسابُ والتّعاملُ بينَهم ووجوهُ النّفقات .
10. رسالتُه في احتجاجِه على الصوفيّةِ فيما ينهونَ عنهُ مِن طلبِ الرّزق .
11. كلامُه في خلقِ الإنسانِ وتركيبِه (4).
قلتُ: كتبُ الأسرارِ ورثَها الأئمّةُ وهيَ خاصّةٌ بهم وأما الأخرى فالظروفُ والمحنُ التي مرّ بها أئمّة أهلِ البيتِ -عليهم السّلام- وأصحابُهم حُرقِت الكتبُ وضاعَ الكثيرُ منها.
والحمدُ لله أوّلاً وآخراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الخرائجُ والجرائح ج2ص٣٩٦- الفصولُ المهمّةُ في أصولِ الأئمّة ج2ص60
2- بصائرُ الدرجات ج1ص172
3- بصائرُ الدرجات : 152 ، و بحارُ الأنوار : 26 / 39
4- أعيانُ الشّيعةِ، ج2، ص519 ـ
اترك تعليق