هل دعم الشيعة هتلر؟
سؤال: هل صحيحٌ أنّ الشيعة دعموا هتلر؟ كما جاء في هذا النصّ "حركات المقاومة الإسلامية وتحريضها في شمال إفريقيا الفرنسي وغربها الفرنسي والبريطاني نجاحًا محدودًا، لكنها في المجمل لم تمثل أي خطر حقيقي. وفي أوائل عام ۱۹۱٥، انطلقت بعثة ترأسها الرائد فريدريش كلاين (Friedrich Klein) إلى جنوب العراق للقاء مجتهدي الشيعة في مدينتي كربلاء والنجف المقدَّستَين وعلى الرغم من أنّ العلماء الشيعة كانوا قد أعلنوا بالفعل دعمهم للفتاوى العثمانية التي صدرت عام ١٩١٤، إلا أنّ الألمان أقنعوا خمسة علماء آخرين بإصدار فتوى جديدة بالجهاد، بعد محادثات طويلة ورشًا باذخة. وقد تلا تلك الفتاوى بعض أعيانِ الشيعة في إيران.
الجواب:
لا يوجدُ دليلٌ تاريخي موثوقٌ يفيدُ بأنّ الشيعة دعموا أو كانوا يدعمونَ هتلر أو النازية خلالَ الحرب العالمية الثانية، بل لا وجودَ حتى لعلاقةٍ عرضيةٍ تجمع بين النازية وأيّ مجموعات شيعية.
وعليه: فمن المهمّ الاعتمادُ على مصادر تاريخية موثوقة وموضوعية عند تقييم الأحداث التاريخية وتفسيرها.
والنصّ الذي تمّ ذكرهُ من دون الإشارة إلى مصدرهِ يشيرُ فقط إلى وجود بعثةٍ ألمانيةٍ ذهبت إلى العراق في أوائل عام 1915 للقاء مجتهدي الشيعة في مدينتي كربلاء والنجف المقدَّستَين، وهذا النصُّ لوحدهِ ليس كافياً لأثباتِ وجودِ علاقة أو دعم شيعي لهتلر، فإذا سلمنا بهذه الحادثةِ فهي لا تفيدُ أكثر من محاولةِ الوفد إقناعَ بعض العلماءِ بإصدار فتوى بالجهاد ضدّ القوات البريطانيةِ والفرنسيةِ التي حاربت في منطقة شمال إفريقيا الفرنسية وغربها الفرنسي والبريطاني خلال الحربِ العالمية الأولى، إلا أنّ هذه المحاولة إذا صحّت ليست لها ثمرةٌ عمليةٌ، حيث لم يسجّل لنا تاريخ المرجعية في العراق أي فتوى تحققُ الرغبةَ الألمانية.
كما أنّ النصّ لم يسمّ لنا من هم المراجعُ الخمسة الذين تمّ اقناعهم بإصدار هذه الفتوى، فتاريخُ الحوزة العلمية ومرجعياتها لم يسجل في هذا الشأن إلا فتوى واحدة وهي الفتوى التي دعمت العثمانية ضدّ الاستعمار البريطاني سنة 1914م.
اترك تعليق