موقف الشيعة من زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

السؤال: هل يعادي الشيعة جميع زوجات النبي، أم بعضهن؟ ولماذا هذا العداء؟

: الشيخ مروان خليفات

الجواب :

ينطلق السائل من خلفية تدلّ على تأثّره بالتضليل الإعلاميّ الذي يمارسوه الآخرون ضدّ الشيعة، فأتباع أهل البيت (عليهم السلام) لا يعادون إلّا مَن استحقّ العداء نتيجة انحرافه وبُعده عن الله عزّ وجلّ، وهذه القاعدة تشمل جميع البشر بما في ذلك الصحابة وزوجات النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فهنّ لسنَ معصوماتٍ عن الخطأ، وذنبهنّ يعدّ كبيراً عند الله، لأنّهنّ زوجات أفضل النبيّين، فالحجّة مقامة عليهنّ، فوجب عليهنّ مراعاة شأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومقامه عند الله، وعكس صورة سليمة صحيحة عن الإسلام، تتجلّى في سلوكهنّ وفي علاقتهنّ مع الله عزّ وجلّ، قال الله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [سورة الأحزاب: 32] .

لقد انحرفت بعضُ زوجات النبي وحدن عن الطريق، بمحاربة الإمام عليّ (عليه السلام) وبغضِه، والتسبّبِ بفتنة كبيرة راح ضحيّتها أكثر من عشرين ألفاً من المسلمين، مع أنّ الله عزّ وجلّ أمرهنّ فقال: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [سورة الأحزاب: 33]، فخالفنَ أمر الله .

إنّ حربهنّ الإمام عليّ (عليه السلام) هي حرب لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه وآله)، كما هو مفاد كثير من النصوص النبويّة، وبغضه نفاق كما في الرواية التي أخرجها مسلم في باب فصائل عليّ بن أبي طالب في صحيحه.

أمّا ما يلجأ إليه الآخرون من تبريراتٍ؛ كزعمهم توبة بعضهنّ من الخروج وممّا حدث في تلك الحرب، فلا يفيد في المقام، فهذه التوبة تحتاج إلى دليل قطعيّ صحيح، فلو تابت لَمَا رفضت دفن الإمام الحسن (عليه السلام) جنب جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا أمرٌ مشهور في كتب التاريخ، مع العلم أنّ المتسبّب بتلك الحرب - التي أسموها بحرب الجمل أو موقعة الجمل، وهو بعض الزوجات - مسؤول عن قتل آلاف الأنفس التي قتلت من الطرفين، فلا يقبل الله توبة عبد تسبّب بقتل الآلاف ما لم يتنازل العبد المظلوم ويسامحه، فهل سامح أولئك المقتولون زوجة النبيّ التي تسببت بتلك الحرب؟!