كيف نتعرف على الإمام المهدي عند ظهوره؟

السؤال: كيف نستطيع أن نتعرف على الامام المهدي (ع) عنده ظهوره الشريف، وذلك بسبب كثرة المدعين للمهدوية، لذا نحتاج إلى دليل قاطع يدلنا على شخصية الإمام (ع).

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد دلّت الروايات الشريفة على وجود علامات لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، ولا يتحقّق الظهور المقدّس دونها، والعلامات الواردة بعضها حتميّة وبعضها غير حتميّة، ومن العلامات الحتميّة: خروج السفيانيّ واليمانيّ والصيحة والخسف وقتل النفس الزكيّة.

ولهذه العلامات المحتومة علامات تدلّ عليها، فليس كلُّ مدّعٍ لليمانيّة فهو اليمانيّ الموعود، ولا كلُّ مَن ادُّعي أنّه السفيانيّ فهو السفيانيّ المقصود، فقد ذكرنا في جواب سابق علامات خروج السفيانيّ، ومن جملتها: اقتران خروجه مع خروج اليمانيّ في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، وأنّ مبدأ خروجه في شهر رجب، وأنّه يملك الكور الخمس تسعة أشهر، وغير ذلك.

فكلُّ مدّعٍ للمهدويّة قبل العلامات المذكورة فهو كذّاب مفترٍ؛ إذ دلّت الأخبار المتظافرة على أنّه لا قائم قبل تحقّق تلك العلامات.

قال الشيخ النعمانيّ – بعد ذكر علامات الظهور الشريف -:

(هذه العلامات التي ذكرها الأئمّة (عليهم السلام) - مع كثرتها، واتّصال الروايات بها، وتواترها، واتّفاقها - موجبة ألّا يظهر القائم (عليه السلام) إلّا بعد مجيئها وكونها؛ إذ كانوا قد أخبروا أن لابدّ منها، وهم الصادقون، حتّى أنّه قيل لهم: « نرجو أن يكون ما نؤمّل من أمر القائم (عليه السلام) ولا يكون قبله السفيانيّ، فقالوا: بلى، والله إنّه لمن المحتوم الذي لا بد منه ».

ثمّ حقّقوا كون العلامات الخمس التي أعظم الدلائل والبراهين على ظهور الحقّ بعدها.

كما أبطلوا أمر التوقيت، وقالوا: « مَن روى لكم عنا توقيتاً فلا تهابوا أن تكذّبوه كائناً مَن كان، فإنّا لا نوقت »، وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كلّ مَن ادّعى أو ادُّعي له مرتبة القائم ومنزلته، وظهر قبل مجيء هذه العلامات، لاسيّما وأحواله كلّها شاهدة ببطلان دعوى مَن يدعى له) [الغيبة ص291-292].

ثمّ إنّ للإمام المهديّ (عجل الله فرجه) علاماتٍ كثيرة؛ من اسمه ونسبه، وصفته وعلامته، وعلمه وحلمه، وغير ذلك ممّا هو معروف مسطور في الكتب.

فكشف زيف مدّعي المهدويّة أمره سهل يسير، لا يحتاج إلّا لمجرّد الالتفات إلى أنّ ظهور المهديّ (عجل الله فرجه) لا يكون إلّا بعد تحقّق العلامات المذكورة، فما دامت العلامات غير متحقّقة فكلّ الدعاوى هي دعاوى ضالّة مضلّة.

اللهمّ عجّل لوليّك الفرج، واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.