مصادر مقتل الحسين (ع)

السؤال: هل هناك مصادر لأحداث عاشوراء الامام الحسين عليه السلام غير ما رواه أبو مخنف لوط الازدي؟

: الشيخ مروان خليفات

الجواب :

إنّ مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف (ت157هـ) من المصادر المهمة التي يُعتمد عليها لمعرفة وقائع وأحداث عاشوراء، خاصّة مع قُرب عهد الرّجل بفاجعة كربلاء، وهو من ثقات المؤرخين. قال الشيخ النجاشيّ: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم الأزدي الغامدي، أبو مخنف، شيخ أصحاب الاخبار بالكوفة ووجههم، وكان يسكن إلى ما يرويه، روى عن جعفر بن محمد عليه السلام ...(فهرست أسماء مصنفي الشيعة، ص 320).

وإنْ كان السائل ناظراً إلى التشكيك بكتاب مقتل الحسين لأبي مخنف المطبوع، فيقال: إنّ قدماء المؤرخين قد نقلوا عن كتاب أبي مخنف، ومنهم: الطبري (ت 310 هـ) والبلاذري والمسعودي والأصفهاني والشيخ المفيد في كتاب الإرشاد.

فيمكن الرجوع إلى نقولات هؤلاء عن كتاب أبي مخنف.

أمّا مصادرُ أحداث ثورة الحسين (ع) من غير طريق أبي مخنف فهي كثيرة جداً، وسأذكر باختصار بعض المصادر المتوفرة، أو المصادر التي وصل بعض مضامينها إلينا، وإلا فإنّ مصنفات الأقدمين حول مقتل الحسين (ع) كثيرةٌ جداً يجدها المتتبّع في كتب الفهارس وفي كتاب الذريعة للشيخ الطهراني.

ـ مقتل الحسين (ع) للشيخ الصدوق، وقد نقل عنه ابن شهرآشوب في كتابه: مناقب آل أبي طالب، وهو مطبوع.

ـ نقل الطبري (ت 310 هـ) في تاريخه المعروف باسم تاريخ الأمم والملوك رواية مطوّلة عن عمار الدّهني عن الإمام الباقر (ع) حول أحداث المقتل الحسيني. تاريخ الطبري ، ج 4 ص 257- 260 و292- 294.

رواية عمار الدهني عن الباقر (ع) نقلها الشجري الزيدي (ت 479 هـ) في الأمالي الخميسية، الحديث الثامن، ج1 ص 191 ـ 193.

ورواية الإمام الباقر (ع) هذه تصلح أنْ تُروى كاملة كأحد المقاتل التي حفظها التاريخ.

ـ كتاب مقاتل الطالبيين لمحمد بن علي بن حمزة العلوي (ت 286هـ) وهو إماميّ اثنا عشري. قال الشيخ النجاشي : (محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو عبد الله، ثقة، عين في الحديث، صحيح الاعتقاد، له رواية عن أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام، واتصال مكاتبة، وفي داره حصلت أمّ صاحب الأمر عليه السلام بعد وفاة الحسن عليه السلام . له كتاب مقاتل الطالبيين. أخبرنا ... ).

نقل أبو الفرج الأصفهاني عن كتاب محمد العلوي كثيراً كما في كتابيه: مقاتل الطالبيين والأغاني، ولعلّ الأصفهاني سمّى كتابه بمقاتل الطالبيين تأثراً بكتاب محمد العلوي. راجع مقاتل الطالبيين للأصفهاني، ص 111 و 114 و 127... وكتابه الأغاني، ج12 ص 422 ، ج13 ص 97، ج15 ص 199...

ـ مقتل الحسين للخوارزمي ( ت 568هـ).

لقد حوت كتب الإمامية الروائية الكثير ممّا جرى يوم عاشوراء، فيجدها القارىء في: بصائر الدرجات للحسن بن موسى الصفار (ت 290هـ)، وكامل الزيارات لابن قولويه (ت 367 هـ)، والكافي للكليني (ت 329 هـ)، كتاب الأمالي، وعلل الشرايع، ومعاني الأخبار للصدوق (ت 381هـ)، والإرشاد للشيخ المفيد (ت413هـ)، والأمالي للطوسي (ت460هـ)، ودلائل الإمامة للطبري الإمامي، والإحتجاج للطبرسي (القرن السادس الهجري)، وإعلام الورى بأعلام الهدي للطبرسي (ت 548 هـ)، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب (ت 588 هـ)، والملهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس (ت 664 هـ) وبعض الروايات التي رواها هؤلاء الأعلام بأسانيدهم عن الأئمة (ع) طويلة يصلح أن تكون وحدها مقتلاً يرويه الخطيب كالذي رواه الصدوق في أماليه عن الصادق (ع).

وقد جمع أخبار المقتل الحسيني وما يتعلق به عن أئمة الهدى عليهم السلام بعض المحققين والكتّاب في كتب خاصة، فيمكن للسائل الرجوع إليها، منها:

ـ المقتل الحسيني المأثور للشيخ محمد جواد الطبسي، وهو عرض روائيّ لأحداث كربلاء على لسان المعصومين، وهو الفصل الثالث من الكتاب.

ـ الصحيح من مقتل سيد الشهداء (ع) للشيخ الريشهري، يقع في مجلدين كبار، فيه روايات كثيرة عن اهل البيت (ع) حول مقتل الحسين (ع).

وينبغي التنبيه إلى قيام المحقق قيس العطار بجمع روايات أهل السنة حول مقتل الحسين في كتاب: مقتل الحسين على لسان جده رسول الله (صلى الله عليه وآله).

كما قام عبد الرزاق بن محمد حسين حرز الدين بجمع ما روته الزيديّة حول مقتل الحسين (ع) في كتاب أسماه : مقتل الحسين من أمالي السيدين .

وقد صدر عن العتبة الحسينية: موسوعة المقاتل الحسينية من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري، تقع في ثلاثة مجلدات، لعلّ مراجعتها يُشبع نهم السائل ليعلم كثرة المصادر والمصنفات حول المقتل الحسيني من غير طريق أبي مخنف.