زيارات سيّدنا عليّ الأكبر (ع)

: - اللجنة العلمية

إنّ سيّدنا ومولانا عليّ الأكبر (عليه السلام) – الشهيد في معركة الطفّ -، قد امتاز وانفرد عن سائر شهداء كربلاء، بكمال القرب من سيّد الشهداء (عليه السلام)، إذ دُفن عند رجليه (عليه السلام)، فهو أقربهم مدفناً منه، سواء كان مدفوناً بقبر منفردٍ – كما هو الظاهر – أو كان مدفوناً مع بقيّة شهداء بني هاشم في حفيرةٍ أو مع سائر الشهداء في حفيرة واحدة، كما أوضحناه في جوابٍ سابق حول موضع دفنه الشريف.

وقد وردت في حقِّه زيارات جليلة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، فإنّ الزائر عند زيارة شهداء كربلاء، يزور سيّد الشهداء (عليه السلام) أوّلاً، ثمّ سيّدنا عليّ الأكبر (عليه السلام)، ثمّ جميع الشهداء، ثمّ سيّدنا أبا الفضل العبّاس (عليه السلام).

ولا يخفى أنّ إفراد المعصومين (عليهم السلام) المولى عليّ الأكبر (عليه السلام) بألفاظٍ خاصّة لزيارته – كما هو الحال في أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) -، عن سائر شهداء كربلاء المدفونين عند رجليّ سيّد الشهداء (عليه السلام)، يدلّ على مزيد عنايةٍ وتكريم، ويكشف عن علوّ المقام ورفعة الدرجة.

بل تجده قد انفرد بسلامٍ خاصّ دون سائر شهداء كربلاء، في زيارة عاشوراء المشهورة؛ إذ ورد فيها: « السلام على الحسين، وعلى عليّ بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين »، فإنّ المراد بـ « عليّ بن الحسين » هو سيّدنا الأكبر (عليه السلام)، لا الإمام السجّاد (عليه السلام)؛ فإنّ السلام إنّما هو لشهداء كربلاء (عليهم السلام).

ثمّ إنّ الملاحظ أنّ سيّدنا الأكبر (عليه السلام) هو أكثر مَن وردت له زيارات مخصوصة من بين سائر أولاد الأئمّة (عليهم السلام)، فقد اشتملت كثير من زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام) على زيارة مخصوصةٍ له، وهذا فيه ما فيه من مزيد التقدير والتجليل كما هو واضح.

وقد عثرنا له (عليه السلام) باستقراء سريع في بعض كتب الزيارات على خمسة عشر زيارة:

الزيارة الأولى:

روى المشايخ الكلينيّ وابن قولويه والصدوق والطوسيّ، بالإسناد عن الحسين بن ثوير، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال:

« ... ثمّ تقوم فتأتي ابنه عليّاً - عليه السلام -، وهو عند رجليه، فتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن عليّ أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين، السلام عليك يا ابن خديجة وفاطمة، صلّى الله عليك، لعن الله مَن قتلك - تقولها ثلاثاً -، أنا إلى الله منهم بريء – ثلاثاً - ».

ينظر: الكافي ج4 ص575-577، كامل الزيارات ص386-390، من لا يحضره الفقيه ج2 ص594-597، تهذيب الأحكام ج6 ص54-56.

الزيارة الثانية:

روى المشايخ؛ الكلينيّ وابن قولويه بالإسناد عن يوسف الكناسي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال:

« ثمّ تحوّل عند رجليه، وتخيّر في الدعاء، وتدعو لنفسك. ثمّ تحوّل عند رأس عليّ بن الحسين - عليه السلام - وتقول: سلامُ الله وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته عليك، صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك وعترة آبائك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ».

ينظر: الكافي ج4 ص572-574، كامل الزيارات ص391-395،

الزيارة الثالثة:

روى ابن قولويه بالإسناد عن أبي حمزة الثماليّ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

« .. ثم صِرْ إلى قبر علي بن الحسين، فهو عند رجل الحسين، فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، وابنَ خليفة رسول الله، وابن بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته مضاعفة، كلّما طلعت شمس أو غربت، السلام عليك وعلى روحك وبدنك. بأبي أنت وأمّي من مذبوحٍ ومقتول من غير جرمٍ، وبأبي أنت وأمّي دمك المرتقى به إلى حبيب الله، وبأبي أنت وأمّي من مقدّم بين يدي أبيك، يحتسبك ويبكي عليك، محرقاً عليك قلبه، يرفع دمك بكفّه إلى أعنان السماء لا ترجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة ودعك للفراق، فمكانكما عند الله مع آبائك الماضين، ومع أمّهاتك في الجنان منعّمين، أبرأ إلى الله ممّن قتلك وذبحك.

ثمّ انكب على القبر، وضع يدك عليه، وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمهاتك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. السلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن الحسين ابن عليّ ورحمة الله وبركاته، لعن الله قاتلك، ولعن الله مَن استخفّ بحقّكم وقتلكم، لعن الله مَن بقي منهم ومن مضى، نفسي فداؤكم ولمضجعكم، صلّى الله عليكم وسلّم تسليماً.

ثمّ ضع خدّك على القبر وقل: صلّى الله عليك يا أبا الحسن – ثلاثاً -. بأبي أنت وأمّي، أتيتك زائراً وافداً عائذاً ممّا جنيتُ على نفسي، واحتطبت على ظهري، وأسأل وليّك ووليّي أن يجعل حظّي من زيارتك عتق رقبتي من النار. وتدعو بما أحببت ».

ينظر: كامل الزيارات ص425-446.

الزيارة الرابعة:

روى الشيخ الطوسيّ بالإسناد عن صفوان الجمّال، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

« .. ثمّ قم وصِرْ إلى عند رجل الحسين - صلوات الله عليه -، وقِف عند رأس عليّ بن الحسين - عليهما السلام -، وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن نبيّ الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيّها الشهيد وابن الشهيد، السلام عليك أيّها المظلوم وابن المظلوم، لعن الله أمّة قتلتك، ولعن الله أمّة ظلمتك، ولعن الله أمّة سمعت بذلك فرضيت به.

ثمّ انكبّ على قبره، فقبّله، وقل: السلام عليك يا وليّ الله وابن وليّه، لقد عظمت المصيبة، وجلّت الرزية بك علينا وعلى جميع المسلمين، فلعن الله أمّة قتلتك، وأبرأ إلى الله وإليك منهم ».

ينظر: مصباح المتهجد ص717-722.

الزيارة الخامسة:

روى الشيخ المشهديّ عن صفوان الجمّال، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

« .. ثم تأتي إلى قبر علي بن الحسين - عليهما السلام - فتقبّله، وتقول: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حبيب الله وابن حبيبه، السلام عليك يا خليل الله وابن خليله، عشتَ سعيداً ومتّ فقيداً، وقُتِلت مظلوماً، يا شهيد ابن الشهيد عليك من الله السلام.

ثمّ تصلّي ركعتين، وتكبّر بعدهما من الصلاة على النبيّ وآله، وتسأل حاجتك ».

ينظر: المزار الكبير ص427-432.

الزيارة السادسة:

نقل السيّد ابن طاوس الحليّ والعلّامة المجلسيّ زيارةً زار بها السيّد المرتضى علم الهدى، ونقل الشيخ عبّاس القميّ عن بعض المصادر: أنّها مرويّة بأسانيد وأنّها أوّل ما زار بها السيّد المرتضى، وجاء فيها:

« ثمّ تحول إلى عند رجلي الحسين - عليه السلام -، وقف على علي بن الحسين - عليهما السلام -، وقل: السلام عليك أيها الصديق الطيّب، الطاهر الزكيّ، الحبيب المقرَّب، وابن ريحانة رسول الله، السلام عليك من شهيدٍ محتسبٍ ورحمة الله وبركاته. ما أكرم مقامك، وأشرف منقلبك، أشهد لقد شكر الله سعيك، وأجزل ثوابك، وألحقك بالذروة العالية، حيث الشرف كلّ الشرف، وفي الغرف السامية في الجنّة فوق الغرف، كما منّ عليك من قبلُ وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

والله ما ضرّك القوم بما نالوا منك ومن أبيك الطاهر، صلوات الله عليكما، ولا ثلموا منزلتكما من البيت المقدّس، ولا وهنتما بما أصابكما في سبيل الله، ولا ملتما إلى العيش في الدنيا، ولا تكرهتما مباشرة المنايا، إذ كنتما قد رأيتما منازلكما في الجنّة قبل أن تصيرا إليها، فاخترتماها قبل أن تنتقلا إليها، فسُررتم وسَررتم، فهنيئاً لكم يا بني عبد المطلب، التمسّك بالنبيّ وبالسيّد السابق حمزة بن عبد المطّلب، إذ قدمتما عليه وقد لحقتما بأوثق عروة وأقوى سبب.

صلى الله عليك أيّها الصدّيق الشهيد المكرَّم، والسيّد المقدّم، الذي عاش سعيداً، ومات شهيداً، وذهب فقيداً، فلم تتمتع من الدنيا إلّا بالعمل الصالح، ولم تتشاغل إلّا بالمتجر الرابح.

أشهد أنّك من الفرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وتلك منزلة كلّ شهيد، فكيف منزلة الحبيب إلى الله، القريب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

زادك الله من فضلك في كلّ لفظة ولحظة وسكون وحركة مزيداً يغبطه ويسعد أهل عليّين به، يا كريم النفس، يا كريم الأب، يا كريم الجد إلى أن يتناهى، رفعكم الله من أن يقال رحمكم الله، وافتقر إلى ذلك غيركم مِن كلّ مَن خلق الله.

ثمّ تقول: صلوات الله عليكم ورضوانه ورحمة الله وبركاته، فاشفع لي أيّها السيّد الطاهر إلى ربّك في حطّ الأثقال عن ظهري، وتخفيفها عنّي، وارحم ذلّي وخضوعي لك وللسيّد أبيك، صلى الله عليكما.

ثمّ انكبّ على القبر، وقل: زاد الله في شرفكم في الآخرة، كما شرفكم في الدنيا، وأسعدكم كما أسعد بكم، وأشهد أنّكم أعلام الدين ونجوم العالمين ».

ينظر: مصباح الزائر ص221-235، بحار الأنوار ج98 ص231، هدية الزائرين ص111.

الزيارة السابعة:

نقل الشيخ المشهديّ والسيّد ابن طاوس – عند ذكر زيارةٍ لسيّد الشهداء (عليه السلام) -:

« باب زيارة علي بن الحسين - عليهما السلام -:

ثم امضِ إلى عند الرجلين، فقف على عليّ بن الحسين - عليهما السلام - وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين، عليك يا مولاي وابن مولاي، ورحمة الله وبركاته. صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك وعلى عترة آبائك الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وعذّب الله قاتليك بأنواع العذاب، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ».

ينظر: المزار الكبير ص387، مصباح الزائر ص211.

الزيارة الثامنة:

نقل الشيخ المشهدي والسيّد ابن طاوس، زيارةَ سيّد الشهداء (عليه السلام) في ليلة القدر وفي العيدين، بالإسناد عن الإمام الصادق (عليه السلام):

« ... ثمّ تتحوّل إلى عند الرجلين، فتزور عليّ بن الحسين - عليهما السلام - وتقول: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، ورحمة الله وبركاته، لعن الله مَن ظلمك، ولعن الله مَن قتلك، وضاعف عليهم العذاب الأليم. وتدعو بما تريد ».

ينظر: المزار الكبير ص414-415، مصباح الزائر ص326.

الزيارة التاسعة:

نقل الشيخ المشهدي والسيّد ابن طاوس، زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في العيدين، وفيها:

« .. ثمّ اعطف على عليّ بن الحسين - عليهما السلام -، وهو عند رجلي الحسين - عليه السلام -، وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن خاتم النبيّين، السلام عليك يا ابن فاطمة سيّدة نساء العالمين، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيّها المظلوم الشهيد، بأبي أنت وأمّي، عشتَ سعيداً وقُتلت مظلوماً شهيداً ».

ينظر: المزار الكبير ص417-424، مصباح الزائر ص332.

الزيارة العاشرة:

نقل الشيخ المشهديّ والسيّد ابن طاوس، زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) يوم عرفة، وفيها:

« .. ثم صِرْ إلى عند رجلي الحسين، وزُر عليّ بن الحسين - عليهما السلام-، ورأسه عند رجلي أبي عبد الله - عليه السلام -، وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن نبي الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيّها الشهيد ابن الشهيد، السلام عليك أيّها المظلوم ابنُ المظلوم، لعن الله أمّة قتلتك، ولعن الله أمّةً ظلمتك، ولعن الله أمّة سمعت بذلك فرضيت به.

السلام عليك يا مولاي، السلام عليك يا وليّ الله وابن وليّه [السلام عليك يا صفيّ الله وابن صفيّه]، لقد عظمت المصيبة، وجلّت الرزيّة بك علينا وعلى جميع المؤمنين، فلعن الله أمّةً قتلتك، وأبرأ إلى الله وإليك منهم في الدنيا والآخرة ».

ينظر: المزار الكبير ص462-464، مصباح الزائر ص350-351.

الزيارة الحادية عشرة:

روى الشيخ المشهدي والسيّد ابن طاوس زيارة الناحية العسكريّة لشهداء كربلاء يوم عاشوراء، بإسناده عنه (عليه السلام)، قال:

« إذا أردت زيارة الشهداء - رضوان الله عليهم -: فقف عند رجلي الحسين - عليه السلام -، وهو قبر عليّ بن الحسين - صلوات الله عليهما -، فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حومة الشهداء - عليهم السلام -، وأومِ وأشِر إلى عليّ بن الحسين - عليهما السلام – وقل: السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل، صلى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك: قتل الله قوماً قتلوك يا بُنيّ، ما أجرأهم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا، كأنّي بك بين يدي أبيك ماثلاً، وللكافرين قائلاً:

أنا عليُّ بنُ الحسينِ بن عليّ * نحن وبيتِ اللهِ أولى بالنبيّ

أطعنكم بالرمحِ حتى ينثني * أضربُكم بالسيفِ أحامي عن أبي

ضربَ غلامٍ هاشميّ عربيّ * واللهِ لا يحكُمُ فينا ابنُ الدعي

حتّى قضيتَ نحبك، ولقيت ربّك.

أشهدّ أنّك أولى بالله وبرسوله وذريّته، وابن حجّته وأمينه، حكم اللهُ لك على قاتلك مُرّة بن منقذ بن النعمان العبديّ، لعنه الله وأخزاه، ومَن شركه في قتلك وكانوا عليك ظهيراً، أصلاهم الله جهنّم وساءت مصيراً، وجعلنا الله من ملاقيك ومرافقيك ومرافقي جدّك وأبيك وعمّك وأخيك وأمّك المظلومة، وأبرأ إلى الله من قاتليك، وأسأل الله مرافقتك في دار الخلود، وأبرأ إلى الله من أعدائك أُولي الجحود، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ».

ينظر: المزار الكبير ص485-487، مصباح الزائر ص278، إقبال الأعمال ج3 ص73.

الزيارة الثانية عشرة:

روى الشيخ المشهديّ زيارةً مختصرة لسيّد الشهداء (عليه السلام)، يُزار بها كلّ يوم وكلّ شهر وبالنجف، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

«..ثم تحوّل إلى عند الرجلين، فزر علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - ، وقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، لعن الله مَن ظلمك، ولعن مَن قتلك، وضاعف عليهم العذاب الأليم ».

ينظر: المزار الكبير ص485-487.

الزيارة الثالثة عشر:

نقل السيّد ابن طاوس زيارة جابر بن عبد الله الأنصاريّ يوم الأربعين، وفيها:

« ثمّ جاء إلى قبر عليّ بن الحسين (عليهما السلام) فقال: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، لعن الله قاتلك، لعن الله ظالمك، أتقرّب إلى الله بمحبّتكم، وأبرأ إلى الله من عدوّكم ».

ينظر: مصباح الزائر ص287.

الزيارة الرابعة عشر:

نقل السيّد ابن طاوس زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في أوّل رجب وليلته وليلة النصف من شعبان، وفيها:

« وامضِ وقِفْ على ضريح عليّ بن الحسين – عليه السلام – مستقبلَ القبلة، وقل: السلام من الله والسلام من ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع أهل طاعته من أهل السماوات والأرضين على أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل، صلى الله عليه وآله، صلى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك: قتل الله قوماً قتلوك يا بنيّ، ما أجرأهم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا.

أشهد أنّك ابن حجّة الله وابن أمينه، حكم الله لك على قاتليك، وأصلاهم جهنّم وساءت مصيراً، وجعلنا الله يوم القيامة من ملاقيك ومرافقيك، ومرافقي جدّك وأبيك، وعمّك وأخيك، وأمّك المظلومة الطاهرة المطهّرة، أبرأ إلى الله ممّن قتلك وقاتلك، وأسال الله مرافقتكم في دار الخلود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام ».

ينظر: مصباح الزائر ص293.

الزيارة الخامسة عشر:

نقل الشيخ المفيد والشهيد الأوّل زيارةَ سيّد الشهداء (عليه السلام) في النصف من رجب، وفيها:

« ثمّ قبّل الضريح وتوجّه إلى عليّ بن الحسين - عليهما السلام – وزره، فقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، لعن الله قاتليك، ولعن الله ظالميك، إنّي أتقرّب إلى الله بزيارتكم وبمحبّتكم، وأبرأ إلى الله من أعدائكم، والسلام عليك يا مولاي ورحمة الله وبركاته ».

ينظر: بحار الأنوار ج98 ص348 عن مزار المفيد، مزار الشهيد ص163.

ثمّ إنّ العلّامة السيّد عبد الرزاق المقرّم في كتابه عن عليّ الأكبر (عليه السلام)، بعد أنّ سرد عشرة زيارات خاصّة، قال:

(هذا ما وقفنا عليه من الألفاظ الخاصّة الواردة عن الأئمّة الهداة (عليهم السلام) في زيارة عليّ الأكبر، والمتأمّل في مضامينها الجليلة تتجلّى له منزلة الشهيد الأكبر السامية، التي لا يحلّق إلى تصويرها طائر الفكر، وأنّه امتاز عن أولئك الصفوة سادة الشهداء بمزايا توهّله للإمامة لولا الحكم الإلهيّ الأبديّ بحصر خلفاء الرسول الأعظم في الاثني عشر، النازلة بأسمائهم وألقابهم وكناهم وأسماء آبائهم صحفٌ مكرّمة من ربّ العالمين.

ولا بدع في أن يوجد المهيمن سبحانه وتعالى ذواتاً قدسيّة منزَّهة عن شوائب هذه العوارض الدنيويّة، وقد اتّصلت نفوسهم بالمبدأ الأعلى، فلا يرون كياناً يجلب النظر إلّا ذات المولى جلّ شأنه، وليس هناك ما يوجب اللفتة إليه عدا الجمال الإلهيّ القدسيّ) [عليّ الأكبر ص156].

والحمد لله ربّ العالمين