حضور الأئمة عند الاحتضار

السؤال: هل حضور الأئمة المعصومين (عليهم السلام) عند الاحتضار ثابت؟

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد استفاضت بل تواترت الأحاديث الشريفة: أنّ النبيّ وأهل بيته (صلوات الله عليهم) يحضرون عند الميت، هاك بعض الأحاديث:

1ـ روى الأهوازيّ والكلينيّ والصدوق بأسانيد صحيحة عن يحيى بن سابور، قال: « سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في الميت: تدمع عينه عند الموت، فقال: ذلك عند معاينة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيرى ما يسرّه، ثمّ قال: أما ترى الرجل يرى ما يسرّه وما يحبّ، فتدمع عينه لذلك، ويضحك » [الزهد ص83، الكافي ج3 ص113، الفقيه ج1 ص135، علل الشرائع ج1 ص306، معاني الأخبار ص236].

2ـ وروى الكلينيّ والكشيّ بالإسناد الصحيح أو الموثّق عن سعيد بن يسار: « أنّه حضر أحد ابني سابور - وكان لهما فضل وورع وإخبات -، فمرض أحدهما ولا أحسبه إلّا زكريا بن سابور، فبسط يده، ثمّ قال: ابيضّت يدي يا عليّ، قال: فدخلتُ على أبي عبد الله (عليه السلام) ، إلى أن قال : فقال (عليه السلام): رآه والله، رآه والله، رآه والله » [الكافي ج3 ص130، اختيار معرفة الرجال ج2 ص626].

3ـ روى علي بن إبراهيم القمي والمفيد والمرتضى والراونديّ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال للحارث الهمدانيّ (رحمه الله):

يا حارَ همدان مَن يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه * بعينه واسمه وما فعلا [تفسير القمي: 2 / 266، أوائل المقالات ص74، رسائل المرتضى ج3 ص133، الخرائج والجرائح ج2 ص812].

4ـ روى الأهوازيّ والكلينيّ بإسناد صحيح عن عبد الرحيم القصير، قال: « قلت لأبي جعفر (عليه السلام): حدّثني صالح بن ميثم، عن عباية الأسديّ: أنّه سمع عليّاً (عليه السلام) يقول: والله، لا يبغضني عبدٌ أبداً يموت على بغضي إلّا رآني عند موته حيث يكره، ولا يحبّني عبدٌ أبداً فيموت على حبّي إلّا رآني عند موته حيث يحبّ. فقال أبو جعفر (عليه السلام): نعم، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) باليمين » [الزهد ص83، الكافي ج3 ص132].

5ـ روى الكلينيّ والصدوق بإسناده عن سدير الصيرفيّ قال: « قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا ابن رسول الله، هل يُكرَه المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله، إنّه إذا أتاه ملك الموت لقبض روح جزع عند ذلك، فيقول له ملك الموت: يا وليّ الله لا تجزع، فوالذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينك فانظر، قال: ويُمثَّل له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيّتهم (عليهم السلام)، فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة (عليهم السلام) رفقاؤك » [الكافي ج3 ص127، فضائل الشيعة ص29].

أقول: الأحاديث الواردة في هذا المعنى كثير جداً:

قال الشيخ المفيد: (أجمع عليه أهل الإمامة، وتواتر الخبر به عن الصادقين من الأئمّة..) [أوائل المقالات ص73].

وعقد لها الحرّ العامليّ في [الفصول المهمة ج1 ص303] باباً بعنوان: « أنّ النبيّ الأئمّة (ع) يحضرون عند كلّ محتضر مؤمن أو كافر »، وسرد فيه 39 حديثاً، وقال في ذيله:: (الأحاديث في ذلك أكثر من أن تُحصى، وقد تجاوزت حدّ التواتر، دلالتها قطعيّة كما ترى).

وكذلك عقد لها العلّامة المجلسيّ باباً [بحار الأنوار ج6 ص173] بعنوان: « ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت، وحضور الأئمة (عليهم السلام) عند ذلك وعند الدفن، وعرض الأعمال عليهم (عليهم السلام)، وأدرج فيه 56 حديثاً، قال في آخره: (قد مرّ كثير من أخبار هذا الباب في الأبواب السابقة ، وسيأتي كثير منها في باب البرزخ وغيرها).

إذن: حضور المعصومين (عليهم السلام) عند المحتضر ثابت بالأحاديث الشريفة.

وقد قال العلّامة المجلسيّ: (اعلم أنّه يجب الإقرار بحضور النبيّ والأئمّة الاثني عشر (صلوات الله عليهم)، عند موت الأبرار والفجّار، والمؤمنين والكفّار، فينفعون المؤمنين بشفاعتهم في تسهيل غمرات الموت وسكراته عليهم، ويشدّدون على المنافقين ومبغضي أهل البيت (صلوات الله عليهم). وورد في الأخبار: أنّ الماء الذي يسيل من أعين المؤمنين عند الموت هو من شدّة فرحهم وسرورهم برؤية النبيّ والأئمّة (صلوات الله عليهم)) [عقائد الإسلام ص58].