جعل النبي (ص) علي بن أبي طالب تابعاً ومأموراً تحت أبي بكر ليؤذن ببراءة .
طه محمد/: يستدل الرافضة بآية براءة على إمامة علي. وهنا نقول لهم: إنه كان من دأب العرب إذا كان بينهم مقاولة في نقض وإبرام وصلح ونبذ عهد، أن لا يؤدي ذلك السيد أو من يليه من ذوي قرابته القريبة، ولا يقبلون ممن سواهم, ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف بعلي ليؤذن ببراءة، فقد جعله تابعاً مأموراً تحت أبي بكر، لأن أبا بكر كان أميراً على الحج في ذلك الوقت، فليس إرداف عليّ مأموراً من قبل أبي بكر دليل على أحقيته بالخلافة، بل على العكس، فالأحق هو أبو بكر، لأنه كان الأمير على الحج ؟
الأمر الثابت من هذه الواقعة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) بسورة براءة بدل أبي بكر، فهذا أمر ثابت ومتفق عليه في الروايات، ولكن هل بقي أبو بكر أميراً للحج، أو رجع إلى المدينة ؟
يوجد ها هنا اختلاف واضطراب في روايات أهل السنة - أما روايات الشيعة فهي مجمعة على رجوعه للمدينة - فبعضها يقول ببقائه واستمراره في مسيرته إلى مكة، وبعضها يقول إنه رجع إلى المدينة، كهذه الرواية التي يرويها أحمد بن حنبل في مسنده ج1 ص 151 عن سماك عن حنش عن علي (عليه السلام) قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر(رضي الله عنه)، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال لي: أدرك أبا بكر (رضي الله عنه)، فحيث لحقته فخذ الكتاب منه، واذهب به إلى أهل مكة فاقرأ عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، ورجع ابو بكر (رضي الله عنه) إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يارسول الله، نزل في شيء ؟ قال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك . انتهى .
ورجوع أبي بكر إلى المدينة رواه بالإضافة إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، أنس بن مالك، وأبو هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عمر، وزيد بن يثيع، وأبو بكر نفسه .
فراجع: مسند أحمد ج3 ص 283 ، و المستدرك على الصحيحين ج3 ص51 ، وتفسير الطبري ج1 ص 46 ، وغيرها من المصادر، فلا يوجد إجماع على تولية أبي بكر للحج كما هو المجمع عليه من بعث علي (عليه السلام) بسورة براءة والمناداة بها في الحج نيابة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
اترك تعليق