موقف الشيعة من شمس الدين التبريزيّ؟
السؤال: ما موقف الشيعة من شخصيّة شمس الدين التبريزيّ مع ذكر لمحة عن سيرة حياته؟
الجواب:
شمس الدين التبريزي محمّد بن ملك داد التبريزيّ، ولد في مدينة تبريز 1185م وتوفى في مدينة خوي 1248م، الموافق 582 - 645 هـ.
ليس له ترجمة خاصّة في كتب التراجم الشيعيّة بحسب تتبّعنا المحدود، ولعلّ ذلك يعود إلى أنّه لم يكن محسوباً على الشيعة، بل كان سنّيّاً شافعيّاً له أشعار في التصوّف معظمها باللغة الفارسيّة والقليل بالتركيّة والعربيّة، ويبدو أنّ شهرته ٱتّسعت بعد لقائه بجلال الدين الروميّ الذي تنتمي إليه الطريقة المولويّة المشهورة في تركيا وبعض الدول الإسلاميّة، فشمس الدين التبريزيّ يُعدُّ المُعلّم الروحيّ لجلال الدين الروميّ، وقد كتب بعد وفاة مشرّده كتاباً في العشق الإلهيّ حمل ٱسم شمس الدين التبريزيّ أو الديوان الكبير، ومن أشهر أعمال شمس الدين التبريزيّ كتاب (قواعد العشق الأربعون)، وقيل كتبه مع جلال الدين الروميّ بعد ٱعتكاف طال أربعين يوماً في مدينة قونية.
وهناك ٱختلاف في مكان وفاته، فقيل قتل في قونية والراجح أنّه خرج منها ومات في مدينة خوي، وله فيها ضريح تمّ ترشيحه ليكون من مواقع التراث العالميّ لليونيسكو.
ومن الكتب التي ٱهتمّت بشمس الدين التبريزيّ وجلال الدين وكتبت عنهم تفصيلاً هو كتاب (مناقب العارفين)، تأليف أحمد بن أخي ناطور أفلاكي، وقد طبع هذا الكتاب في طهران باللغة الفارسيّة ولم نقف على ترجمة له بالعربيّة.
وأمّا موقف علماء الشيعة من شمس الدين التبريزيّ؛ فهو نفسه الموقف من جلال الدين الروميّ، ولذا سنعيد ما كتبناه في إجابة سابقة عن السؤال الذي يبحث عن موقف الشيعة من جلال الدين الروميّ: إذْ قلنا هناك: "ولم نقِف على دراساتٍ أو مواقفَ خاصّةٍ مِن علماءِ الشيعةِ تتعلّقُ بجلالِ الدّين الروميّ، فالرّجلُ لم يكُن مُناهضاً للفكرِ الشيعيّ ولم يشكِّل خطراً حتّى ينبريَ العلماءُ لمناقشتِه وردّه، فقد تميّزَ بنهجٍ خاصٍّ في التصوّفِ .. ولا يعني ذلكَ أنَّ علماءَ الشيعةِ لهم موقفٌ متصالحٌ معَ التصوّفِ، فقد ردّوا على الصوفيّةِ في كثيرٍ مِن مؤلّفاتهم.
وعليهِ منَ الصّعبِ الحصولُ على رأيٍ موحّدٍ لدى الشيعةِ حولَ شخصِ الروميّ.
وفي الجُملةِ يمكنُ القولُ: إنَّ بعضَ العلماءِ الشيعةِ يتبنّونَ نهجاً مُتحفّظًا ٱتّجاهَ جلالِ الدّينِ الروميّ وأعمالِه، وذلكَ بسببِ ٱختلافِ الأقوالِ حولَ بعضِ المفاهيمِ والموضوعاتِ التي يتناولُها في أعمالِه، والتي يرونَها تتعارضُ معَ العقيدةِ الشيعيّة.
ومنَ الجانبِ الآخر، يوجدُ العديدُ مَنَ علماءِ الشيعةِ الذينَ يحترمونَ ويقدّرونَ أشعارَ جلالِ الدّينِ الرّوميّ وأعمالَه، ويرونَها مؤثّرةً ومفيدةً للنّفسِ البشريّة، وهيَ قادرةٌ على تعزيزِ الروحانيّةِ والتواصلِ معَ اللهِ بطرقٍ مُختلفة.
هذا ما لدينا باختصار، ومن أراد الوقوف على الإجابة كاملة فيمكنه الرجوع إلى الرابط التالي:
اترك تعليق