ما هو السبيل للوصول إلى الحقيقة وتمييز الحق من الباطل في ظل الاختلافات الكثيرة؟
في ظلِّ كون الاختلاف شديداً جداً خصوصاً في العقائد والعقليَّات في كلِّ شيءٍ يصل إلى حدِّ أنْ لا يتم الاتفاق على شيءٍ سوى استحالة اجتماع النقيضين، وهذا أيضا محلُّ اتفاق الموحّدين وليس كل الناس.. يبقى السؤال، ما سبيل الوصول إلى الحقيقة؟ أتّباع الدليل؟! وأيُّ دليلٍ والفرق والتشعبات والاختلافات عديدة حتى بيننا نحن الشيعة.. التمييز بين الحق والباطل لا يحق لأحد أن يقول عنه سهلٌ... فما السبيل لبراءة الذمَّة؟ وتحصيل المعرفة بالحق؟
الجواب:
وعليكم السلام، ورحمة الله وبركاته.
طرحك مهمٌ ويعبّر عن قلقٍ مبرَّرٍ ومشروع بشأن الوصول إلى الحقيقة واكتشافها، خصوصاً عندما تكون هناك اختلافات جوهريَّة ترتبط بمسائل مصيريَّة تتعلّق بالإنسان ذاتاً، وفعلاً، بشخصه وبما يحيط به، بتفكيره الذي يميزه عن سائر الموجودات، وعمله، فهل أنا واقعيّ، وهل هناك شيءٌ موجود ؟! ولو كان ثمَّة موجود، فهل يمكن معرفته؟! هل يمكن الوصول الى تلك الحقيقة؟! هل يمكن أدراكها؟! ولو أمكن معرفته فهل يمكن إيصاله الى الآخرين ؟! وغيرها من الأسئلة المعرفيَّة المهمّة التي لها ارتباط وثيقٌ بعقائد الناس وأفعالهم. في مثل هذا التعقيد، لغرض الوصول إلى الجواب المناسب نحتاج ولو بنحو مختصر الإشارة الى معنى ( الحقيقة، والشك ) التي هي محل النزاع، وموضع السؤال، فنقول:
ذكر الشيخ السبحانيُّ (دام ظله) ما نصه: (إنّ الشك الطارئ على الذهن يتبلور على صورتين:
أ ـ تارة يطرأ على الذهن بصورةٍ ظاهرةٍ نفسانيَّةٍ ثم يزول بعد فترة، ويتبدل إلى اليقين، وهذا هو الشكّ المنهجيّ.
ب ـ وأُخرى يطرأ على الذهن ويعلق به ولا يرحل عنه أبداً، بل يستوطن فيه.
فالقسم الأول من الشك وسيلةٌ لليقين وأمارة إليه، وهو يدفع الإنسان إلى السعي وراء الحقيقة واستخدام قوى النفس الباطنيَّة لرفع الحجب والأستار عن محيّاها. وهذا الشك نعمةٌ
من نعم الله سبحانه على المحققين والمتعمقين. وأمّا القسم الثاني، فهو بلاء النفس وعذاب لها، وإذا استمر الشك فيها، فإنّه يُحرقها في أُتونه، ويشرف بالإنسان على الخبط والجنون). [نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) السبحانيّ ص103].
هذا هو تقسيم الشك ومعناه، فمنه شكٌ ممدوحٌ ونافع، ويعتبر محركاً للإنسان في رحلته نحو البحث عن الحقيقة، والخروج من متاهات الجهل والحيرة، أما الحقيقة فذكرت لها تعريفات كثيرة تختلف باختلاف المناهج والطرق، منها ما ذكره الشيخ السبحانيُّ (دام ظله) بقوله:
ويرى الفلاسفة الإسلاميّون أنّ القضية الصادقة هي المطابقة للواقع، والكاذبة هي المخالفة له. وإليك توضيح نظريتهم:
إذا قيس موجودٌ إلى موجودٍ آخر، فإمّا أن ينطبق أحدهما على الآخر، كالذراع على الذراع، والمتر على مثله، فعندئذِ يرى بينهما التوافق والانطباق، والوئام والتآلف. أو لا، كما لو لوحظ كلّ منهما مع النقطة الهندسية (آخر الخط)، فإنّ الّذي يتراءى حينذاك هو حالة التباين والتخالف، وفقدان الارتباط والانسجام، وكل ذلك ضروري.
وهاتان الحالتان (الانطباق وعدمه) لا تختصان بالأمور الخارجيَّة، بل تتحقق أيضاً في الإدراكات الذهنيَّة إذا نسبت إلى الخارج، فلا أحد يشك في أنّ قولنا: «الأربعة أكثر من الثلاثة»، قضية تنطبق على الواقع، كما أنّ قولنا: «الثلاثة أكثر من الأربعة»، تباينه وتعانده... فتلخص من ذلك أنّ ميزان الصواب والخطأ في الفلسفة الإسلاميَّة انطباق القضية المدركة مع واقعها). [نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) السبحانيّ ص216].
إذا تبين معنى الحقيقة بشيء من الأجمال فهناك عدة أمور مهمة وضرورية قد تساعد في استجلاء سبيل الوصول إلى الحق والحقيقة، ويمكن ان تصل بالإنسان الى شواطئ المعرفة والأمان، ويمكن تلخيصها كالآتي:
1-طلب المعرفة والاستمرار فيه بما تيسر: ينبغي أن يكون لديك رغبة جادة ومُلحة في فهم الحقيقة، والسعي إليها وبذل الجهد في تحصيلها، من قبيل القراءة في مصادر متنوعة موثوقة والاطلاع على آراء مختلفة يمكن أن تساعدك في تكوين صورة شاملة وجامعة، ومن هنا قيل: أعط العلم كلك يعطك بعضه.
قال الشيخ كاشف الغطاء (قده) في لزوم طلب المعرفة بأنها من مقتضيات الفطرة البشرية، ومن لوازم إنسانيَّته: (إنّ من النواميس الأوّليَّة والضرائب الطبيعيَّة التي لم تعتورها عوامل الدثور والظهور ولم تغيّرها فواعل التبدّل والتحوّل أنّ أوّل خطوة فكريَّة يتخطّاها هذا الكائن الحي الحسّاس الناطق من مجهلة الحيوانيَّة إلى معالم الإنسانيَّة بعد ما طوى شطراً من صحيفة أيّامه في بلهنية العيش، وسذاجة الخيال وفراغ البال، إلّا من تقاضي مقوّمات مادّي حياته والدفاع عمّا يحسّ به من مؤلمات واهن وجوده، أوّل قدم يضعها في مفازة البحث والنظر بعد تلك النعسة الطبيعيَّة، وأسبق روح دبّ فيه بعد هاتيك الميتة الجاهلية، هو ما بثّته فيه لحظة العناية من تطلّب الأسباب والعلل لسائر ما يقع عليه حسّه من حوادث الطبيعة وكوائن المادّة، ولا سيّما الكوائن الفجائيَّة التي لم يرضخ لها ولم يعتدّ عليها ولم يتكرّر له شهودها...غير أنّ هذه الحركة الفكرية قد تكون حالًا، أعني: مرور خطور (لمعة البرق) أسرع ما يلمع، ثمّ يزول ويعود المرء على عدوائه في سنن تلك النعسة الأُولى والتغافل عن الإمعان في فجاج هذه الأودية السحيقة، فيغدو وقد صار كهلًا كما هو وقد كان طفلًا سوى ما يعانيه من مزاولة المادّيات ومقوّمات أود الحياة، فيستخدم ذلك الروح المجرّد العاقل لهذا الجسد الكثيف الباطل الذي سوف لا يحصل منه على طائل.
نعم، وقد تستمرّ تلك الحركة وتتكاثف وتلزم حتّى تصير ملكة، فتترامى من سببٍ إلى سببٍ ومن طلبٍ إلى طلب، ولا يجد أريحية ولا راحة من هذه المتاعب الفكريَّة والتجوّلات النظريَّة مادام في أسر هذا الهيكل وفي سجن هذا البناء الذي سينهدم عليه، فيتركه ويفرّ منه طالباً عسى أن يجد الحقيقة وراءه، ولا أدري أيجدها أم لا؟!). [الدين والإسلام أو الدعوة الإسلاميَّة ص 139].
2- اتباع الدليل العقليّ والنقليّ: العقل أحد الأدوات المهمة والرئيسة للوصول إلى الحقيقة، خاصةً عندما يُستخدم بعقلانيَّةٍ وانضباط وحياديَّة.
العقلانيَّة الفلسفيَّة تُشدد على أنَّ العقل قادرٌ -إذا أُحسن توظيفه- على تمييز الصحيح من الخطأ عبر معايير منطقيَّة، والرجوع إلى الوحي والاهتداء بهديه، فالنصوص الدينية (القرآن والسنة) تعتبر مصدراً أساس للمعرفة وأدراك الواقع،و دراسة هذه النصوص وفهمها في سياقها التاريخيّ وحوادثها الزمانيَّة يساعد في الوصول إلى فهم أعمق وأدق.
لأنه وكما ذكر الشيخ كاشف الغطاء (قده): (لابدّ في العناية الإلهيَّة والرحمة الواسعة الكلّية أن يعرّف اللَّه (سبحانه) عباده- إمّا بالوحي والإلهام أو بتعليم الأنبياء والمرسلين أو تنبيه الأئمّة والمعلّمين- أنّ لهم مبدِئً صانعاً يجب طاعته ومعاداً يلزم- بحسب إمكان العبد واستعداده- السعي في تحصيل زاده، ويمكّنهم حتّى يمكنهم اكتساب العلم واليقين وملكة الطهارة والتقوى، ويُقدِرهم ويُهيّأ لهم كلّ ما يتوقّف عليه هذا الاكتساب من المعارف الضروريَّة وغيرها، كالقدرة على اكتساب النظريات من البديهيات والثواني من الأوّليات. وهذا معنى قوله عليه السلام: «وللخلق على اللَّه أن يعرّفهم»). [الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية ج1ص153].
3- التحقيق في الأدلة والتفكير النقديّ: تمييز الحق من الباطل يتطلب قدرة على التفكير النقديّ، فيجب فحص الأدلة بشكل نقديّ؛ أي أن تُعرض على العقل مع مراعاة السياقات التي جاءت فيها الأدلة، وعدم التسليم لأي رأي بدون بحثٍ وتمحيص، والاهتمام بالدليل الذي يتماشى مع المبادئ العقلية القطعيّة، مشفوعاً بالتأمل والتفكر. كما ذكر ذلك الدكتور عصام في كتابه قائلاً: (والقيمة العلمية للمنطق هي تربية ملكة التفكير الصحيح أي تربية ملكة النقد وتقدير الأفكار، ووزن البراهين، والحكم عليها بالكمال أو النقص، بالصحة أو الخطأ، سواء في ذلك ما ظهر من أنواع التفكير في العلميّة أو الأدبيّة أو الفلسفيّة أو السياسيّة). [المنطق والتفكير الناقد ج2 ص14].
4-الرجوع إلى مصادر موثوقة: كلُّ مذهب وكل اتجاه فكريّ له علماء وحكماء موثوقون، فمن الأجدر الرجوع إلى الآراء التي تقدم أبحاثاً موثوقة ونقاشات معمقة من المتخصصين في المجال. مع الأخذ بعين الاعتبار المصادر وموثوقيتها، فيمكنك العودة إلى المفكرين والعلماء أساطين المذهب المعروفين بالورع والتقوى المتبحرين في عقيدة الشيعة الأمامية الذين قدموا رؤية شاملة كاملة مبنية على أدلة عقلية ونقلية موثوقة متماسكة.
وإليك ما ذكر في كتب البحث العلمي ما نصّه: (المصادر هي الكتب الأساسيّة والأصليَّة التي تعالج موضوعاً ما أو قسماً منه بطريقةٍ علميّة، ويعتمد عليها الباحث ويرجع إليها في القراءة والمطالعة وجمع المعلومات والبيانات حول موضوع بحثه. وكلّما زاد الباحث من مصادره العلميّة الموثوقة وتنوّعها وتعدّدها، زادت القيمة التوثيقيّة والمضمونيّة والعلميّة لبحثه، وتجلّت الحقيقة أمام عينيه بنحو أوضح). [البحث العلمي قواعده ومناهجه ص66].
5-الاستشارة والمناقشة: الحوار مع الآخرين، خاصة العلماء والمفكرين، يمكن أن يفتح آفاقاَ جديدة للفهم. النقاشات الصادقة تساعد على توضيح الأفكار.
وقد ورد للحث على المشورة في الكتاب العزيز وروايات أهل البيت (عليهم السلام) الشيء الكثير منها، قوله تعالى: { والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون }. [الشورى ٣٨].
وما عن الإمام علي (ع): « الاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برأيه ». [نهج البلاغة الحكمة٢١١].
وما عن مولانا الإمام الكاظم (ع):« من استشار لم يعدم عند الصواب مادحا، وعند الخطأ عاذرا ». [الدرة الباهرة ٣٦].
6-طلب الهداية والتوفيق من الله تعالى: الدعاء من الله تعالى والتوسل به أن يهديك إلى الحق يساعد كثيراً. فالإسلام يدعونا دوماً إلى أن نطلب الهداية من الله تعالى لأنه هو الهادي إلى الحق المبين، والتسليم لله تعالى في طلب الهداية يجلب براءة الذمّة، كما يعمّق الإخلاص في طلب المعرفة الحقيقية. قال تعالى { وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ }. [الزمر37]. وقوله { من يهد الله فهو المهتد }. [الكهف ١٧].
7-التواضع المعرفيّ: وهو أن يكون لدينا وعيٌّ ودرايةٌ بحدود معرفتنا وقدراتنا، ولا نغتر بأنفسنا، ويكون لدينا استعداد للاعتراف بأنه ليس لدينا كل الأجوبة، بل ما نجهله أكثر مما نعلمه، وأن هناك دائمًا المزيد لنتعلمه. من الحكمة أن نتبنى تواضعاً معرفيّاً، ونتقبل احتمال أن إدراك الحقيقة المطلقة قد يتطلب رحلة طويلة، وأن نؤمن بأن الله تعالى أوسع رحمة وأعلم بنيّاتنا في طلب الحق فهو نعم المولى ونعم النصير. ويعتبر هذا النوع من التواضع مهمًا في مجالات التعلم، والنقاش، والبحث العلمي، حيث يعزز من التعاون والتبادل الفكري في كثير من مراحل الرحلة نحو الحقيقة، وهو ما أكَّدت عليه كثير من مصادرنا الإسلاميّة في طلب العلم والمعرفة.
قال مولانا الإمامُ الكاظمُ (ع) : « إنّ الزَّرعَ يَنبُتُ في السَّهلِ ولا يَنبُتُ في الصَّفا ؛ فكذلكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ ، ولا تَعمُرُ في قَلبِ المُتَكبِّرِ الجَبّارِ ؛ لأنّ اللّه جَعلَ التَّواضُعَ آلَةَ العَقلِ ، وجَعَلَ التَّكبُّرَ مِن آلَهِ الجَهلِ ». [بحار الأنوار ج 78 ص312].
8-التحقق من النيات: يجب أن تكون نيتك طلب الحق وليس الانتصار لرأيك الشخصيّ، مما يتيح لك الفهم بشكل أفضل.
وهذا المعنى من ضروريات الإيمان بالغيب كما ذكر الشهيد الثاني (قده): ( أن يحسن نيته ويطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول العلم و حفظه و استمراره...من أسباب التحصيل و هناك من أسباب الفائدة الأخرويّة. قال بعض الكاملين تطييب القلب للعلم كتطييب الأرض للزراعة فبدونه لا تنمو ولا تكثر بركته ولا يزكو كالزرع في أرض بائرة غير مطيبة وقَالَ النَّبِيُّ ص " إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَ إِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَ هِيَ الْقَلْبُ "). [منية المريد ص224].
بجمع هذه الأدوات وتطبيقها قدر الإمكان، نصل إلى مقاربة متوازنة تتيح لنا التمييز بين الحق والباطل بشكل أكثر وعيًا وإنصافًا، براءة للذمة وطلبًا لليقين.
في النهاية، الوصول إلى الحقيقة لعلوها وسمو مكانتها وأهميتها، ليس أمراً سهلاً بل يحتاج إلى صبر واستمرارية.
وهنا كلام فيه منافع قيمة ومفيدة لسماحة آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراسانيّ (دام ظله) لابد من ذكره وحاصل ما قاله:
( إن مقتضى العدل والإنصاف للشاك في وجود الله تعالى أن لا يتجاوز مقتضى الشك قولا وعملا، فعليه أن يعترف بعدم العلم، وليس له أن يدعي العلم بالعدم، مثلا من احتمل وجودا تترتب على وجدانه السعادة الأبديّة، وعلى فقدانه الشقاء الأبدي، فإن وظيفته العقليّة أن لا ينكر وجوده بلسانه ولا بقلبه، وأن يواصل - في مقام العمل - البحث عنه بكل استطاعته، ويراعي الاحتياط في سلوكه حتى لا يخسر السعادة الأبديّة، ولا يقع في الشقاء الأبديّ على فرض وجوده، وذلك كما يحكم العقل عليه بأن يمسك عن الطعام اللذيذ الذي يحتمل أن فيه سما يوجب هلاكه.
وكل شاك في وجود الله، إذا عمل بمقتضى العدل، الذي هو واجبه العقلي يصل بلا شك إلى المعرفة والايمان { والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }، [ العنكبوت ٦٩]، وإلا فمع التلوث بالظلم لهذه الحقيقة يستحيل حصول معرفة ذلك القدوس المتعال { يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا } [البقرة ٢٦٩]، { ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } [إبراهيم 27]). [مقدمة في أصول الدين ص13].
اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علَّمتَنا، وزدنا علماً إنك سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اترك تعليق