معنى قول أمير المؤمنين (ع): «فيالله والشورى»

السؤال: في الخطبة الشقشقية، وردت فقرة تقول: «حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ ولِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ..»‏. فما المقصود بعبارة "فيالله والشورى"؟

: السيد أبو اَلحسن علي الموسوي

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم -أيدك الله- أنَّ عبارة «فيالله» تُستعملُ في الاستغاثة التي هي نداءُ اسمٍ للتخلّص من شدّةٍ، أو إعانةٍ على مشقّة، بمعنى أنت الناصر والمعين والمغيث، أستغيثُ بك لِـما أصابني منه، أو لنوائب الدهر عامّة.

وكلمة «وللشورى» تأتي في سياق التعبير عن الألم، وهي تشير إلى أنَّ المراد هو التوجّع من قرنه (عليه السلام) بمَن لا يدانيه في الفضائل، ولا يقارنه في الفواضل، ولا يستأهل الخلافة، ولا يليق بالولاية، ولذلك أتبعه (عليه السلام) بالاستفهام على سبيل الإنكار والتعجّب بقوله: «متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم» بمعنى: (متى صار الشكّ عارضاً لأذهانهم في مساواة الأوّل منهم وهو أبو بكر «حتّى صرت أُقرن»، وأقرن للبناء على المجهول، أيُّ إهانةٍ حتّى أُجمع وأُجعل قريناً « إلى هذه النظائر » الخمسة أو الأربعة، فكيف يجمع عمر بيني وبينهم ويجعلهم نظائر لي مع كونهم أدنى من الأوّل رتبة وأخسّ منزلة، فكيف بقياسهم إليّ وتناظرهم بي) [شرح الخطبة الشقشقية للحكيميّ ص215]. نكتفي بهذا القدر والحمد لله أولاً وآخراً