الفرق بين العبادة والعبوديَّة

بسم الله الرحمن الرحيم الفرق بين العبادة والعبوديَّة يكمن في المعنى والمجال الذي يشمله كلٌّ منهما: 1- العبادة: هي الفعل الذي يقوم به الإنسان تقرّباً إلى الله تعالى، وتشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، سواء كانت عباداتٍ قلبيَّةً (كالإخلاص والخوف والرجاء) أم كانت بدنيَّةً (كالصلاة والصيام) أم ماليَّةً (كالزكاة والخمس والصدقات). والعبادة تتطلب نيَّة وقصداً، وهي تعبير عن الطاعة المطلقة لله والخضوع له. 2- العبوديَّة: هي حالة عامة وشاملة تدل على كون الإنسان مملوكاً لله وخاضعاً له في كل شيء، سواء شاء أم أبى. فكلُّ مخلوقٍ في الكون هو عبد لله بمعنى العبوديَّة، لأنَّه مملوكٌ لله ومدبر بأمره. ومن هنا تنقسم العبوديَّة إلى قسمين: • عبودية قهريَّة: وهي التي تشمل جميع الخلق، سواء المؤمن أم الكافر، لأنَّ كلَّ شيءٍ يسير وفق مشيئة الله. يقول تعالى: {إِنْ كُلّ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض إِلَّا آتِي الرَّحْمَن عَبْدًا} [مريم: 93] • عبودية اختياريَّة: وهي التي تخص المؤمنين الذين يختارون طاعة الله وامتثال أوامره بإرادتهم. يقول تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. بالتالي، العبادة هي جزء من العبوديَّة الاختيارية أو هي التي تحقق العبوديَّة الاختيارية، وذلك لكونها فعلاً اختيارياً يقوم به الإنسان تقرباً إلى الله، بينما العبوديَّة أعمّ وتشمل جميع الكائنات في خضوعها لأمر الله وسننه الكونية، يقول تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83]. والحمد لله ربّ العالمين