هل يقصد النبي (ص) من قوله أصحابي أصحابي في حديث الحوض هو أمتي أمتي؟
منير كامل/العراق/: الصحابة لم يرتدوا وليسوا هم المقصودون في الحديث المروي في صحيح البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار، والله قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار، والله قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى؛ فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم». وعلق شعيب الأرنؤوط بقوله: حديث صحيح. فهذه اللفظة (أمتي) ولفظة (أمتي أمتي) توضح لنا معنى اللفظ الآخر (أصحابي أصحابي)، فالأصحاب إذا أُضيفت إلى نبي قد تعني الأمة أي أمة الدعوة، بينما الصحابة الذين اجتمعوا بالرسول مؤمنين به وماتوا على ذلك الأيمان فهم أمة الإجابة، قال تعالى ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾ [التوبة:101]؛ فإن الله أحب.
الأخ منير كامل المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين كلمة (أمتي) أخي الكريم في الحديث الذي نقلته ؟!!
ثم من أين لك هذا التفسير أن كلمة أصحابي إذا أضيفت إلى نبي تعني أمته ؟!!
فلو كان ما تقوله حقا لما فات هذا المعنى الإمامين مالك والشافعي في فهمهما لحديث الحوض وأن المقصود به ليس الصحابة، قال الحافظ أحمد بن الصديق الغماري المغربي في كتابه " فتح الملك العلي " ص 151 : " حكي عن مالك أنه قال : ما ندمت على حديث أدخلته في الموطأ إلا هذا الحديث ، وعن الشافعي أنه قال : ما علمنا في كتاب مالك حديثا فيه إزدراء الصحابة إلا حديث الحوض ، وودنا أنه لم يذكره " .انتهى
وإذا راجعت ألسنة حديث الحوض تجدها تدل بالدلالة المطابقية الواضحة أن المقصود بها الصحابة الذي عاشرهم وعاشروه ولا يمكن حمل الحديث على الإعراب الجفاة في أطراف الجزيرة ولا على الأمة ، فاسمع لألفاظ الحديث :
روى مسلم عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني ".
فهل الأعراب الجفاة في أطراف الجزيرة أو الأمة من أولها إلى آخرها هي ممن صاحبه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!!
وجاء في البخاري عن سهل بن سعد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم ".
فهل تجد مثل هذا اللسان ينطبق على الإعراب الجفاة في أطراف الجزيرة أو الأمة من أولها إلى آخرها ؟!!
إن أحاديث الحوض دالة بالدلالة المطابقية على الصحابة كما فهمهما الإمامين مالك والشافعي ولا يمكن صرف هذا الظاهر إلا بقرينة واضحة وهي مفقودة في المقام .
ودمتم في حفظ الله ورعايته
اترك تعليق