هل قدم النبي (ص) أبا بكر للصلاة أيام مرضه؟!!

أحمد/الكويت/: السلام عليكم وبارك الله فيكم.. تقولون: إن علياً رضى الله عنه أقرأ الصحابة للقرآن، فكان أفضل. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤم القوم أقرؤهم، فإن استووا فأفقههم، فإن استووا فأقدمهم هجرة". ثم أنه صلى الله عليه وسلم قد قدّم أبا بكر في الصلاة أيام مرضه، فصح أنه رضي الله عنه كان أقرأهم وأفقههم وأقدمهم هجرة.

: اللجنة العلمية

   الأخ أحمد المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

   حديث تقديم أبي بكر للصلاة في مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضطرب جداً، فتارة يروي المحدثون أن الذي صلى بالناس أولاً هو عمر، ثم جاء أبو بكر وصلى بهم (انظر مسند أحمد ج4 ص 322).

    وأخرى يروون أن الذي صلى بالناس هو أبو بكر، ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلى بهم، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر (انظر صحيح البخاري ج1 ص 162).

   وهذا النص من البخاري يدل على أن الذي صلى بالناس حقيقة وكان إماماً لهم هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس أبا بكر، وإلا وقع القوم في إشكال تصحيح هذه الصلاة بإمامين!!

   وجاءنا نص آخر يرويه لنا أحمد في مسنده ج3 ص 159، يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى خلف أبي بكر قاعداً. 

   وجاءت رواية رابعة تخبرنا بأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى إلى جنب أبي بكر عن يساره (مسند أحمد ج1 ص 233).

    فكما تلاحظ أن الإضطراب آخذ بأطنابه في هذه الروايات، ومعه لا يمكن الإعتماد عليها في هذا الجانب لمحل الإضطراب المذكور، فضلاً لمعارضتها لدعوى تأريخية تقول: إن أبا بكر كان في بعث أسامة أيام مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). كما يروي ذلك ابن حجر في فتح الباري ج8 ص 124، عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن الجوزي وابن عساكر وغيرهم.

   هذا فضلاً عما يقول به أهل السنة أنفسهم من جواز الصلاة خلف البر والفاسق، ومعه لا يجزم بأن إمامة الصلاة لوحدها تفيد الفضيلة أو الأفضلية عندكم.. فلاحظ ذلك !!!

   ودمتم سالمين.