هل الإمامُ عليّ (ع) تحدّثَ عن الإمامِ المهديّ؟.
الجوابُ :
أخي العزيز لقد وردَت رواياتٌ كثيرةٌ في شأنِ الإمامِ المهدي عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه الشريف عن أميرِ المؤمنينَ صلواتُ اللهِ عليه، سأذكرُ لكَ بعضاً منها.
روى الكُلينيّ رحمَه الله عن عليِّ بنِ محمّد، عن عبدِ الله بنِ محمّدِ بنِ خالد قال: حدّثني منذرُ بنُ محمّدِ بنِ قابوس، عن منصورِ بنِ السندي، عن أبي داودَ المُسترق، عن ثعلبةَ بنِ ميمون، عن مالكٍ الجهني، عن الحارثِ بنِ المُغيرة، عن الأصبغِ بنِ نباتة قالَ: أتيتُ أميرَ المؤمنين عليهِ السلام فوجدتُه مُتفكّراً ينكتُ في الأرض، فقلت، يا أميرَ المؤمنين مالي أراكَ مُتفكّراً تنكتُ في الأرض، أرغبةً منكَ فيها؟ فقالُ: لا واللهِ ما رغبتُ فيها ولا في الدّنيا يوماً قط ولكنّي فكّرتُ في مولودٍ يكونُ مِن ظهري، الحادي عشرَ مِن ولدي، هوَ المهديّ الذي يملأُ الأرضَ عدلاً وقسطاً كما مُلئَت جوراً وظُلماً، تكونُ له غيبةٌ وحيرة، يضلُّ فيها أقوامٌ ويهتدي فيها آخرون، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين ! وكم تكونُ الحيرةُ والغيبة؟ قالَ: ستّةَ أيّامٍ أو ستّةَ أشهرٍ أو ستَّ سنين، فقلتُ: وإنَّ هذا لكائنٌ؟ فقالَ: نعَم كما أنّه مخلوقٌ وأنّى لكَ بهذا الأمرِ يا أصبغ أولئكَ خيارُ هذه الأمّةِ معَ خيارِ أبرارِ هذه العِترة، فقلتُ: ثمَّ ما يكونُ بعدَ ذلك فقالَ: ثمَّ يفعلُ الله ما يشاء فإنَّ له بداءاتٍ وإراداتٍ وغاياتٍ ونهايات. الكافي الكُليني (1/ 500)
وروى الصدوقُ رحمَهُ الله عن الأصبغِ بنِ نباتة أنّه قال: " بينا نحنُ ذاتَ يومٍ حولَ أميرِ المؤمنين عليهِ السلام في مسجدِ الكوفة إذا قال: يا أهلَ الكوفةِ لقد حباكُم اللهُ عزَّ وجل بما لم يحبُ بهِ أحداً مِن فضلِ مُصلّاكم بيتَ آدم، وبيتَ نوح، وبيتَ إدريس، ومصلّى إبراهيمَ الخليل، ومصلّى أخي الخضر عليهم السلام، ومُصلّاي، وإنّ مسجدَكم هذا لأحدُ الأربعةِ المساجد التي اختارَها اللهُ عزّ وجل لأهلها، وكأنّي به قد أتي به يومَ القيامة في ثوبينِ أبيضين يتشبّه بالمُحرم ويشفعُ لأهلِه ولمَن يصلّي فيه فلا تُردُّ شفاعتُه، ولا تذهبُ الأيّامُ والليالي حتّى يُنصبَ الحجرُ الأسودُ فيه، وليأتينَّ عليهِ زمانٌ يكونُ مُصلّى المهديّ مِن ولدي، ومصلّى كلِّ مؤمن، ولا يبقى على الأرضِ مؤمنٌ إلّا كانَ به أو حنَّ قلبُه إليه، فلا تهجروهُ، وتقرّبوا إلى اللهِ عزَّ وجل بالصلاةِ فيه وارغبوا إليهِ في قضاءِ حوائجِكم، فلو يعلمُ الناسُ ما فيه منَ البركةِ لأتوهُ مِن أقطارِ الأرضِ ولو حبواً على الثلج ". مَن لا يحضرُه الفقيه - للشيخِ الصّدوق (1/ 231)
وروى الحاكمُ عن محمّدِ بنِ المؤمّل ، ثنا الفضلُ بنُ محمّد الشعراني ، ثنا نعيمُ بنُ حمّاد ، ثنا الوليدُ ، ورشدين ، قالا : ثنا ابنُ لهيعة ، عن أبي قبيلٍ ، عن أبي رومان ، عن عليِّ بنِ أبي طالب رضيَ اللهُ عنه ، قال : « يظهرُ السفيانيّ على الشام ، ثمَّ يكونُ بينَهم وقعةٌ بقرقيسا حتّى تشبعَ طيرُ السماء وسباعُ الأرض مِن جيفِهم، ثمَّ ينفتقُ عليهم فتقٌ مِن خلفهم ، فتقبلُ طائفةٌ منهم حتّى يدخلوا أرضَ خراسان ، وتقبلُ خيلُ السفياني في طلبِ أهلِ خراسان ، ويقتلونَ شيعةَ آلِ محمّد صلّى اللهُ عليه وسلّم بالكوفة ، ثمَّ يخرجُ أهلُ خراسان في طلبِ المهدي » المستدركُ على الصحيحين للحاكم (19/ 429)
وروى الحاكمُ أيضاً عن أبي العبّاس محمّدِ بنِ يعقوب ، ثنا الحسنُ بنُ عليّ بنِ عفّان العامري ، ثنا عمرو بنُ محمّدٍ العنقزي ، ثنا يونسُ بنُ أبي إسحاق ، أخبرني عمّارٌ الدّهني ، عن أبي الطفيل ، عن محمّدِ بنِ الحنفيّة ، قال : كنّا عندَ عليّ رضيَ اللهُ عنه ، فسألَه رجلٌ عن المهدي ، فقالَ عليّ رضيَ اللهُ عنه : هيهات ، ثمَّ عقدَ بيدِه سبعاً، فقال : « ذاكَ يخرجُ في آخرِ الزمانِ إذا قالَ الرّجل : الله الله قُتل ، فيجمعُ اللهُ تعالى له قوماً قزعاً كقزعِ السحاب ، يؤلّفُ اللهُ بينَ قلوبهم لا يستوحشونَ إلى أحد ، ولا يفرحونَ بأحد ، يدخلُ فيهم على عدّةِ أصحابِ بدر ، لم يسبِقهم الأوّلونَ ولا يدركُهم الآخرون ، وعلى عددِ أصحابِ طالوت الذينَ جاوزوا معهُ النهر ، قالَ أبو الطفيل : قالَ ابنُ الحنفيّة : أتريدُه ؟ قلت : » نعم « ، قالَ : إنّه يخرجُ مِن بينِ هَذين الخشبتين ، قلتُ : » لا جرمَ والله لا أريهما حتّى أموت « ، فماتَ بها يعني مكّةَ حرسَها اللهُ تعالى » هذا حديثٌ صحيح على شرطِ الشيخين ، ولم يُخرجاه المُستدرَكُ على الصحيحين للحاكم (20/ 69)
وروى أحمدُ بنُ حنبل عن عبدِ الله حدّثني أبي ثنا فضلُ بنُ دكين ثنا ياسينُ العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن عليٍّ رضيَ اللهُ عنه قالَ قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ و سلّم : المهديّ منّا أهل البيت يصلحُه اللهُ في ليلة. مسندُ أحمدَ بنِ حنبل (1/ 84).
ودُمتَ موفّقاً.
اترك تعليق