ما هي الأمانة التي عرضت على الإنسان فحملها مع كونه ظلوما جهولا ؟!!
Zaid Ali/: قال تعالى كتابه الكريم (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) ماهي الامانة التي حملها الانسان ؟ ولماذا قال الله على الانسان انه كان ظلوما جهولا ؟ هل الآية للتعظيم من شأن الانسان ؟ اذا كانت الاجابة نعم اذا لماذا ذكر انه ظلوما جهولا ؟ واذا كانت للتقليل منه لماذا حمله هذه الامانة ؟ ارجو الاجابة.
الأخ زيد المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال وأبين أن يحملنها وحملها الإنسان مع كونه ظلوما جهولا هي الولاية الإلهية والإتصاف بكمال العبودية ، وبمعنى آخر هو التكليف الشرعي بالطاعات وتجنب المعاصي ، هذه الوديعة لم يكن مؤهلا لحملها سوى هذا الإنسان الذي مزجت فيه الأضداد من الجهل والعلم والظلم والعدل والشهوة والعفة والكفر والإيمان ، فهو القادر على الوصول من رحم المعاناة والصراع بين الشر والخير في نفسه إلى العبودية الحقة والكمال العالي بما يستحق معه جنان الله الواسعة وكراماته العديدة ، وقوله تعالى ( وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) ، وإن كان يوحي بالذم في ظاهره لكنه واقعا يشير إلى عظمة الإنسان بأنه مع طبيعته الجاهلة ؛ إذ يولد وهو لا يعلم شيئا فيضطر للتعلم والتعلم حتى الوصول الى المراتب العالية في المعرفة ، ومع وجود نفسه الأمارة بالسوء التي تدعوه للظلم إلا أنه يضطر لمجاهدتها حتى يطيع ربه ولا يعصيه ، هذا الإنسان المبتلى بالظلم والجهل في طبيعة خلقته هو الساعي إلى طاعتي - يريد أن يقول الله عز وجل - وهو المؤهل فعلا لحمل أمانتي وهو المستحق لكرامتي.
ودمتم سالمين
اترك تعليق