هل يصف المسلمون معجزات الانجيل والتوراة بالخرافات ؟
ادريس/: المسلمون يصفون معجزات الانجيل والتوراة بالخرافات الغير معقولة وينسبون وجودها بالكتب المقدسة التي من المفترض ان يؤمنوا بها الى التحريف، في حين يمتلئ القراّن بكمية خرافات واساطير ومعجزات وقصص لا يصدقها عقل ولا وصف لها غير الخرافات الغير معقولة ايضا.
الأخ ادريس المحترم ..
نحنُ المسلمون لم ولن نُنكرْ المعجزات التي أجراها الله على أيدي انبيائه ولو راجعتَ القرآن لوجدتَهُ يشير إلى بعضها كمعجزات موسى وعيسى (عليهم السلام) ونحن نؤمنُ بجميع الأنبياء والمرسلين بدءاً من آدم (عليه السلام) الى خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد (صلّى الله عليه وآله) لأنّهم رسلُ الله للبشريّة جمعاء ، ونؤمنُ بأنّ الله أنزلَ على موسى (عليه السلام) التوراة وأنزلَ على عيسى (عليه السلام) الإنجيل ولكنّنا لا نؤمن بأن ما موجود الآن هو التوراة والإنجيل اللّذان أنزلهما الله تعالى.
أمّا التوراة- فإنّ أحبارَ اليهود يُصرّحون بأنّهم لا يملكونَ النّسخ الأصلية للتوراة أو غيرها من الأسفار، وإنّ أقدمَ مخطوطةٍ عندهم لأسفارهم تعود إلى القرن الرابع الميلادي، علماً بأنّ موسى عليه الصلاة والسلام قد عاش في القرنِ الرابع عشر قبل الميلاد على الأرجح، وآخر نبي من أنبيائهم في العهد القديم عاش في القرن الرابع قبل الميلاد.
ويعلّل اليهود والنصارى فقدان النُسخ والسّند لكتبهم المقدّسة بكثرةِ حوادث الاضطهاد والنكبات التي نزلت بهم خلال تأريخهم الطويل. ومن تلك الحوادث: الغزو الآشوري عليهم في سنة (722) ق. م، ثم الغزو البابليّ الشهير سنة (586) ق. م ونتج عنه تدميرُ الهيكل وأخذ بني إسرائيل سبياً إلى بابل، ثم الاضطهادُ اليونانيّ ومن بعده الاضطهاد الرومانيّ الّذي استمرّ لعدّة قرون، وقد نتج عن هذه الاضطهادات إحراقُ أسفارهم وإتلافُها ومنع قراءتها وقتلُ أحبارهم وعلمائهم.
ولمن راجعَ التناقضات والإختلافات في التوراة يحلُّ له القطعُ بأنّ ما موجود في أيدي اليهودِ اليومَ هو ليسَ التوراةُ التي نزلتْ على موسى (عليه السلام).
امّا الإنجيل- فإنّ الله أنزلَ على عيسى (عليه السلام) إنجيلاً واحداً وما موجودٌ الان هو أربعةُ أناجيل (إنجيل متّى -إنجيل مرقس- إنجيل لوقا-إنجيل يوحنا) بينها كثير من الإختلاف والتناقض بل وصل التناقض والإختلاف فيما بينها الى نَسَب المسيح ووصاياه وتعاليمه حتّى كُتبَت دراسات وبحوث في تناقضات الأناجيل الأربعة فأيٌّ منها هو الانجيل!؟
أمّا قولك أنّ القرآن مليءٌ بالقصص والخرافات وأساطير ومعاجز لا يُصدّقها عقل فدُلّنا عليها وسوف نجيبكَ بما تطمئنّ به نفسك.
ودُمتُم سالمين.
اترك تعليق