ماذا لو كان عليٌّ (ع) هو الخليفة الأول بلا منازع؟

الحبشي/ البحرين/ : ماذا يستفاد الشيعة لو كان علي (رض) هو الخليفة الأول وهل يزاد في الدين شيء أو يضفي عليه ما لم يضفيه غيره !!

: اللجنة العلمية

الأخ المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع لا يتعلق باستفادة الشيعة فقط ، بل الخير سيعم البشرية جميعا ؛ لأن ولاية المعصوم للحكم تعني تطبيق الشريعة بحذافيرها ، ولك أن تتصور حال المسلمين لو طبقت الشريعة بحذافيرها ، فالإمام (عليه السلام) لا يضيف قرآنا جديدا للأمة أيام حكمه بل هو يقوم بتطبيق الشريعة وصيانتها من التحريف والتزوير والتغيير ، و قد نقل لنا التأريخ أن الناس في عهد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عاشوا الرخاء بأروع صوره بحيث لم يوجد فقير واحد في دولته ولم يوجد شخص بلا مسكن  يأويه ، فقد نقل عنه (عليه السلام) أنه قال : 

" ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع أو لا طمع له بالقرص "

فهذا الكلام منه (عليه السلام) ينفي وجود الفقراء في الكوفة - التي يقطنها أربعة ملايين حسب إحصائيات  المؤرخين  - ويشكك في وجود الفقر في البلاد البعيدة عنه ، الأمر الذي يكشف عن مدى الرخاء الذي عاشه الناس في زمانه (عليه السلام) .

 وقد نقل أحمد في فضائله وابن أبي شيبه في مصنفه وغيرهما ، أنه (عليه السلام) قال : " ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعما ، وأن ادناهم منزلة من يأكل البر ويجلس في الظل ويشرب من ماء الفرات " .

 فهذه هي حال الرخاء التي عاشها الناس في زمانه وهم يعدون بالملايين لا تجد فيهم فقيرا واحدا وقوله ( عليه السلام ) : " ما أصبح  بالكوفة أحدا إلا  ناعما " صريح في هذا المعنى .

  أما الحريات السياسية والتعبير عن الرأي فحدث ولا حرج ، فالتعبير عن الرأي متاح للجميع بأروع ما يكون بشرط أن لا تؤذي الآخرين ولا تتجاوز على حقوقهم ، فلم يكن يمنع الخوارج - وهم معارضوه - من بيت المال وكان يعطيهم عطاءهم.

 فدولة لا فقير فيها ، والرخاء يعم أطرافها ، والحريات السياسية مكفولة فيها ، أي دولة  عظيمة هذه ، وهل توجد مثلها في تاريخنا المعاصر فضلا عن تاريخنا الغابر  .

وهذا كله تحقق في غضون أربع سنوات فقط واشهر ، هي مدة حكمه (عليه السلام) ، فما بالك لو كان الأمر بيده (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة واستمر إلى ثلاثين عاما ، أي إلى يوم وفاته (عليه السلام) ولم ينغص عليه معاوية وأمثاله إدارة بلاد الإسلام ؟ 

هل لك أن تتصور الرخاء والسعادة والاستقرار التي يمكن أن ينعم به المسلمون والبشر بوجود مثل هكذا قائد وإمام يحكمهم ؟!

ومن هنا تعرف السر الذي جعل الأمم المتحدة تعلن في 2002 أن الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) هو أعدل حاكم في تأريخ البشرية !!

ودمتم سالمين.