لا تناف ولا تناقض بين آيات القرآن الكريم .
سيف عزيز/ العراق / : يقول بعض مرضى النفوس ان الله تعالى يقول عن القرآن أنه تبيان وبيان لكل شيء وفي الوقت ذاته يقول عنه أنه لا يعلم تأويل الا الله والراسخون في العلم .. ألا يعد ذلك من التعارض والتنافي هذا أولاً، وثانياً لمن هو القرآن هل هو للبشر حتى يفهموه أم لمن خلق البشر والمقربين منه .. وهنا تنتفي الحاجة وهو خلاف الحكمة .
لا يوجد أي تناف أو تناقض بين آيات القرآن الكريم ، ولكن الجاهلين لا يفقهون حديثا ، فقوله تعالى : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) فهو يتحدث عن الآيات المتشابهة التي أشار إليها في مقدمة الآية : ( منه آيات محكمات وأخر متشابهات ) ، فهذه الآيات المتشابهات لا يعلم تفسيرها والمراد منها إلا الله والراسخون في العلم ، والسر في وجود هذه الآيات المتشابهات في القرآن الكريم هو لأجل حفظ مركزية القيادة بيد الأنبياء في قيادة الأمة الإسلامية وقطع دابر المتطفلين والمندسين على الدين ، حين جعل مفاتيح تفسير القرآن كله والهيمنة على مطالبه لمن كان راسخا في العلم ، وهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، وهذا لا يتنافى والتصريح بأن القرآن تبيان لكل شيء ، فعمومات الأمور من أصول الدين وفروعه كلها مبينة في القرآن الكريم ، وأما التفاصيل فقد اناط بيانها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما جاء في قوله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ).
أما سؤالكم عن نزول القرآن لمن ؟
الجواب : القرآن الكريم نزل للبشرية جمعاء، وهو دستور الله في الأرض، فيه آيات محكمات يعرفها كل أحد ويدرك معناها كل قاريء ، وفيه آيات متشابهات تعتبر من أسرار القرآن اناط الله تفسيرها ومعرفة المراد منها به سبحانه إضافة للراسخين في العلم للسبب الذي تقدم بيانه.
اترك تعليق