تفسير آيات من سورة الكهف.
المغرب: الآيات من 1 إلى 8 من سورة الكهف شو تعني كل آية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً (1)). المراد به: الحمد لله المستحق لكل حمد، وأهل الحمد، ومنتهى الحمد على كل شيء، الذي منّ على البشر بإنزال كتاب على نبيه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدي إلى صراط مستقيم، لا تجد فيه أي اعوجاج أو زيغ في أي غرض من أغراضه العقدية والفكرية واللفظية والنحوية والبلاغية.
قوله تعالى: (قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2)). المراد به: هذا الكتاب الذي لا اعوجاج فيه هو كتاب دائم الإستقامة، تام العدل، لا يظلم فيه المحسنون، ولا ينجو من تهديده ووعيده المجرمون، يحمل البشرى للمؤمنين، والبأس الشديد للكافرين.
قوله تعالى: (مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3)). المراد به: أن هذا الأجر العظيم الذي بشر الله به المؤمنين لا زوال له ولا اضمحلال، يتنعم فيه المؤمنون أبد الآبدين.
قوله تعالى: (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4)). المراد به: أن الذين لا ينتهون عن مقالة الشرك في الإلوهية، وأن لله ولداً مثله عليهم أن ينتهوا من مقالتهم هذه ويحذروا من بطشه وغضبه، ويعبدوا الله وحده الذي لا شريك له.
قوله تعالى: (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5)). المراد به: من أين علموا أن لله ولداً، وكيف نسبوا هذا الولد لله وبأي طريقة كان هذا الإنتساب، ليس هذا إلا تسويلات إبليس أجراها على ألسنتهم وصدقتها أوهامهم، عليهم الإنتهاء منها وترك كل هذه الأكاذيب التي تحيكها أوهامهم، والتوجه لعبادة الله الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء أبداً.
قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6)). المراد به: وأنت أيها النبي العظيم المملوء رحمة للعالمين جميعاً، لا تهلك نفسك حزناً على هؤلاء المشركين والكافرين حين لم يؤمنوا بهذا القرآن الذي جئت به، فهم قد اختاروا طريق الضلال بإرادتهم، فلا يستحقون حزنك وتألمك عليهم.
قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7)). المراد به: لا تحزن يا نبي الله، ولا تهلك نفسك حزناً عليهم، فهم قد فشلوا في الإختبار، وهذه مشيئة الله في اختبارهم وامتحانهم، حين جعل الأرض وما عليها زينة لها وفتنة حتى يعرف المحسن من المسيء فيهم، وحتى يعطي لكل ذي حق حقه، ولا يظلم ربّك أحداً.
قوله تعالى: (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً (8)). المراد به: وهذه الزينة يا نبي الإسلام التي تركوا عبادة الله الواحد من أجلها نتيجتها الزوال والبوار، حكم قضيناه، فلا بقاء لما يتمتعون به، ولا استمرار لما تركوا عبادة الله من أجله.
ودمتم سالمين.
اترك تعليق