لماذا ندعو الله عز وجل؟!!
مهدي الزيدي: ما هي الغاية من الدعاء من جهة الله سبحانه، إذا كان الأمر مقضياً فلا حاجة في ذلك، وإن كان غير مقضي وقد قضي بالدعاء فالأمر إما فيه مصلحة أو مفسدة، فإن كان فيه مصلحة فلماذا ينتظر الله العبد حتى يحقق المصلحة، وأن تعجيله فيه مفسدة، فحاشا الله تعالى من المفسدة وهو حكيم.
الأخ مهدي المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدعاء بما هو هو بغض النظر عن متعلقه توجد فيه فوائد جمة يعجز اللسان عن حصرها، أبرزها تحقق معنى العبودية فيه بشكل واضح وصريح، ومن هنا ورد الحديث فيه :(الدعاء مخ العبادة)، فهو من هذه الناحية مطلوب لذاته، وحتى يحث المولى سبحانه عباده على الدعاء نجده علق تحقق الكثير من الأمور على الدعاء، بل أخبر بشكل واضح وصريح بأنه لا يعبأ بعباده ما لم يدعوه.
يقول تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ) الفرقان: 77.
وقد جاء في كتاب الكافي [2: 469] باب: (إن الدعاء يرد البلاء والقضاء):
1- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: سمعته يقول: إن الدعاء يرد القضاء، ينقضه كما ينقض السلك وقد أبرم إبراماً.
2- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إن الدعاء يرد ما قد قدر وما لم يقدر. قلت: وما قد قدر عرفته، فما لم يقدر؟ قال: حتى لا يكون.
3- أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن بسطام الزيات، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وقد أبرم إبراماً.
4- محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن أبي همام إسماعيل بن همام، عن الرضا (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة، إن الدعاء ليرد البلاء وقد أبرم إبراماً.
5- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل. انتهى.
ودمتم سالمين.
اترك تعليق