لا يوجد تبادل شتم وسبّ في سورة المسد.

ناجي/العراق/: الله في القرآن يتدخل في حوار بين النبي وعمه ويشتم عمه ويتبادل السب مع زوجة عمه تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ سورة المسد 111: 1 – 5 .

: اللجنة العلمية

الأخ ناجي، تحيّة طيبة:

ذكر علماء التّفسير في سبب نزول سورة المسد: عن ابن عباس قال: عندما نزلت (وانذر عشيرتك الأقربين) أمرَ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن ينذر عشيرته ويدعوهم إلى الإسلام (أي أن يعلن دعوته).

صعد النّبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) على جبل الصّفا ونادى: «يا صباحاه»! (وهو نداء يطلقه العرب حين يُهاجمون بغتة كي يتأهّبوا للمواجهة، وإنّما اختاروا هذه الكلمة لأنّ الهجوم المباغت كان يحدث في أوّل الصبح غالباً).

عندما سمعَ أهل مكّة هذا النّداء قالوا: من المنادي؟ قيل: محمّد. فاقبلوا نحوه، وبدأ ينادي قبائل العرب بأسمائها، ثمّ قال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ مصبّحكم أو ممسّيكم، أما كنتم تصدقوني.

قالوا: بلى. قال: فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد.

فقال أبو لهب: تبّاً لك. لهذا دعوتنا جميعاً؟! فأنزل الله هذه السّورة.

فلا يوجد تبادل شتم وسبّ كما ادّعيت هذا واعلم أنّ هذه السّورة نزلت في مكّة والقرآن أخبر بتأكيد كامل أنّ أبا لهب وامرأته من أهل النّار، أي سوف لا يؤمنان أبداً. وهكذا كان كثيرٌ من مشركي مكّة آمنوا عن إيمان أو عن استسلام. لكن هذين الزّوجين لم يؤمنا لا حقيقةً ولا ظاهراً. وهذا من أنباء الغيب في القرآن. وفي القرآن الكريم مثل هذه الأخبار في آيات أُخرى.

وهذه السّورة المباركة تؤكّد أنّ القرابة لا قيمة لها إن لم تكن مقرونةً برباط رسالي. وحملة الرّسالة الإلهية كانوا لا يلينون أمام المنحرفين والجبابرة والطّغاة مهما كانت درجة قربهم منهم.  مع أنّ أبا لهب كان من أقرب أقرباء الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد عامَله الإسلام مثل سائر المنحرفين والضّالين حين إنفصل في مسيرهِ العقائدي والعملي عن خطّ التوحيد، ووجّه إليه أشدّ الردّ وأحدّ التوبيخ. وعلى العكس ثمّة أفراد بعيدون عن الرّسول نسباً وقوميّةً ولغةً، كانوا بسبب ارتباطهم الرّسالي من القرب من الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى قال في أحدهم: «سلمان منّا أهل البيت».

ودمتم سالمين