سلسلة سؤال وجواب حول المعاد (9)

حساب القبر

: اللجنة العلمية

س1: ما عقيدتنا في سؤال الميت في قبره؟

ج: يتعرض الإنسان بعد موته إلى حساب ثمَّ عقاب أو ثواب, هذه عقيدتنا, وهذا مما دلّت عليه الأدلة النقلية.

*قال الصدوق : ( اعتقادنا في المسألة في القبر أنّها حق لابدّ منها ومن أجاب الصواب فاز بروحٍ وريحان في قبره وبجنةٍ النعيم في الآخرة, ومن لم يجب بالصواب فله نُزلٌ من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة) وغيره من علمائنا مما لا شك فيه أبداً . 

س2: وهل يُعذّب الإنسان أو يُنَعّم في قبره؟

ج: يعذّب الإنسان أو ينعّم في هذه النشأة الغيبية (البرزخ) حسب أعماله, فقد ورد ((القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران)).

س3: وهل أنّ المعتزلة تُنكر عذاب القبر؟

ج: نُسب إليهم ذلك , والنسبة في غير محلها , وإنّما المنكر هو شخصٌ واحدٌ, وهو ضرار بن عمرو, وقد انفصل عن المعتزلة, وصار مع المجبرة . 

س4: ما المقصود بالقبر الذي فيه السؤال والعذاب أو النعيم؟

ج: ليس المقصود بالقبر في البحث الكلامي , هو الحفرة التي يُدفنُ فيها الإنسان, وإنّما هذا البحث بحث فقهي, يُرجع فيه إلى الكتب الفقهية لمعرفة مجموعة من أحكامه, وأمّا البحث الكلامي فلا يتحدث عن ذلك إذ القبر الكلامي: هو النشأة الغيبية التي تأتي بعد الموت وقبل البعث, وأمّا سبب تسميته بالقبر, لأنّ القبر هو بوابة لتلك النشأة الجديدة . 

س5: وما الفرق بين التناسخ والبرزخ حيث ترجع الروح لتتعلق بأبدان أخرى تماثل الأبدان الدنيوية, وهل هذا إلا قول بالتناسخ؟

ج: جوابه نفس ما تقدم من أنّ في التناسخ رجوع من الفعلية إلى القوة والإستعداد, وهذا غير متحقق في البرزخ, إضافةً إلى أنّ الأبدان المثالية في البرزخ وإنْ كانت تماثل الأبدان الدنيوية لا نفسها, ولكن هذا التعلق ليس من التناسخ في شيء إنّما رجعت الروح إلى نفس الأبدان, مع فارق كون الأبدان البرزخية ألطف من الأبدان الدنيوية, فالنفس لم تتعلق ببدن آخر غريب عن الأول الذي هو حقيقة التناسخ . 

*قال الشيخ البهائي: (( قد يتوهم أنّ القول بتعلق الأرواح بعد مفارقة أبدانها العنصرية, بأشباحٍ اُخر- كما دلّت عليه الأحاديث – قول بالتناسخ, وهذا توهم سخيف لأنّ التناسخ الذي أطبق المسلمون على بطلانه هو تعلق الأرواح بعد خراب أجسادها, بأجسامٍ اُخر في هذا العالم, وأمّا القول بتعلقها في عالم آخر, بأبدان مثالية, مدّة البرزخ. إلى أنْ تقوم قيامتها الكبرى, فتعود إلى أبدانها الأولية بإذن مُبدعها, فليس من التناسخ في شيء))(1). 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار,ج6,ص277.