لمَاذا خَلقَ اللهُ هذا الكَونَ والفَضاءَ الفَسِيحَ والحَاجةُ هي لكَوكبِ الأرضِ فقط؟!!

ما هي الحِكمةُ مِن وُجْهةِ نَظرِ الدينِ في خَلقِ آلافِ المَجرَّاتِ والكَواكِبِ إذا كانَ الإنسَانُ في الأرضِ فقط؟

: اللجنة العلمية

     الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه. 

     مِن أبرَزِ الأسبَابِ التي مِن أَجلِها خُلِقتْ هذِه السَّماوَاتُ بأفلَاكِها ومَجرَّاتِها هو لتَبْيِينِ عَظمةِ اللهِ سُبحانَه وقُدرَتِه الكَبيرةِ على الخَلقِ حتى يَتأمَّلَ الإنسَانُ في رِحابِ هذا الكَونِ الوَاسعِ الفَسيحِ فَيُؤمنُ بخَالقِه إذا كانَ كَافراً، ويَزدادُ إيماناً إذا كانَ مُؤمناً.

     يَقُول تعالى في سُورةِ آل عِمرَان: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ (191)}.

     بالإضَافةِ إلى حَاجَاتٍ أُخرَى أظهَرتْها لنا الآيَاتُ الكَرِيمةُ، منْها قَولُه تعالى في سُورةِ الصَّافَّات: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ(7)}.

     فاللهُ سُبحانَه جَعلَ الكَواكِبَ زِينةً لأهلِ الأرضِ يأنَسُونَ بها، كما جَعلَها رُجُوماً وحِفظاً لسُكَّانِ المَلأ الأعلى أنْ يَسترِقَ السَّمعَ إليْهم أحدٌ مِن مَرَدةِ الجنِّ والشَّياطِينِ.

     وتُوجَدُ حَتماً فَوائدُ أُخرَى للنُّجومِ والكَواكِبِ بَعضُها نَعرِفُها كما في عِلَاقةِ القَمرِ بظَاهِرَتَي المدِّ والجَزرِ، وبَعضُها قد خَفِيَ عنا، وما خَفِيَ عنا هو أكثرُ ممَّا نَعرِفُه جَزماً، فلا يُحِيطُ بأسرَارِ الخَلقِ وحِكمَتِه إلا هو سُبحانَه.

     ودُمتُم سَالِمينَ.