التَّوفِيقُ بينَ اللَّعنِ وذِكرِ مَحاسِنِ المَوتى.
"اذْكرُوا مَحاسِنَ مَوتاكُم" حَدِيثٌ للرسُولِ (ص) كيفَ نُوافِقُ بينَه وبينَ مَشرُوعِيةِ اللَّعنِ في القُرآنِ فيما يَتعلَّقُ بالمَوتَى الَّذين يَحلُّ عليْهم اللَّعنُ؟
الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.
في البَدءِ عليْك أنْ تَعرِفَ أنَّه لم يَثبُتْ صحَّةُ هذا الحَدِيثِ الَّذي ذَكرْتَه عن رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى فَرضِ ثُبوتِه فلا مُنافَاةَ بينَه وبينَ ما ثَبتَ مِن جَوازِ لَعنِ الظَّالِمينَ في القُرآنِ الكَريمِ كما في قَولِه تَعالى: (ألا لَعنةُ اللهِ علَى الظَّالِمينَ) هود: 18؛ إذ يُمكِنُ الجَمعُ بينَهما بأنْ يُقَالَ: اذْكرُوا مَحاسِنَ مَوتاكُم إلا الظَّالِمينَ منْهم فهُم لا حُرمةَ لهم.
وقد جوَّزَ عُلماءُ أهلِ السُّنةِ سبَّ الأموَاتِ - فَضلاً عن اللَّعنِ - إذا كانَ في سَبِّهم مَصلَحةٌ شَرعيَّةٌ، كأنْ يَكُونَ هذا الميِّتُ مِن عُلماءِ الضَّلالِ أو الرُّواةِ الكذَّابِينَ أو له آثارٌ سيِّئةٌ.
قَال الشَّيخُ صَالحُ بنُ فَوزَان الفوزَان: "لا يَجوزُ سبُّ الأموَاتِ، إلاَّ إذا ترتَّبَ على ذِكرِهم مَصلَحةٌ شَرعيَّةٌ، كأنْ يَكُونَ هذا الميِّتُ مِن عُلماءِ الضَّلالِ أو الرُّواةِ الكذَّابِينَ أو له آثارٌ سيِّئةٌ، فإنَّه يَجبُ تَنبِيهُ المُسلِمينَ على آثارِه وضَلالِه، ليَحذَرُوا مِن ذلك". انتهى [فَتوَى رَقم (16485) بتاريخ: 14/06/2004، ضِمنَ مَوقِع «ندَاء الإيمَان»/ فِقه المُعامَلاتِ].
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق