حول اللعن

السؤال: 1ـ كيف لنا أن نفهم معنى اللعن سواء في القرآن أو الأحاديث الشريفة؟ 2ـ هل يتأثر الميت باللعن، بمعنى أنه إذا لعن أحد جدَّ شخص آخر أو أباه، وكان اللعن بسبب أو بغير سبب، هل يتأثّر بذلك؟ 3ـ هل يتأثر باللعن المؤمن الميت أو الإنسان الذي له ذكرى طيبه بين الناس ولديه أولاد مؤذين للناس والناس من أذيتهم تلعن أباهم وهو طيب الصيت؟

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّ معنى اللعن هو الإبعاد والطرد من رحمة الله تعالى، قال ابن فارس: (لعن: يدلّ على إبعادٍ وإطرادٍ، ولعنَ الله الشيطان: أبعدَه عن الخير والجنّة)، وقال الراغب الأصفهانيّ (اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه).

ومن الواضح أنّ اللعن والطرد من رحمة الله تعالى يلازمه أن يكون الملعون شقيّاً بعيداً عن الله تعالى؛ فإنّه إذ كان شقيّاً استحقّ اللعن والطرد، فملاك اللعن هو الشقاوة. هذا هو اللعن من الله تعالى.

وأمّـا اللعن من الخلق فهو الدعاء والطلب من الله تعالى أن يبعد الملعون ويطرده من رحمته وخيره، أو السبّ لو لَـم يُفهم منه الدعاء وكان فيه توهين وازدراء.

وأمّـا حكم اللعن: فإنْ كان الآخر غير مؤمن – أي كان شقيّاً - فلا إشكال في جوازه، وإنْ كان الآخر مؤمناً – أي كان سعيداً – فلا إشكال في حرمته، وقد جاءت آيات وروايات تدلّ على ذلك، وكتبنا في ذلك بعضَ الأجوبة فيمكن مراجعتها.

ثـمّ إنّه وردت روايات تفيد أنّ اللعنة إنْ خرجت من صاحبها تردّدت بين اللاعن والملعون، فإنْ كان الملعون مستحقّاً لها حلّت به، وإنْ لَـم يكن مستحقّاً رجعت إلى صاحبها.

روى الشيخ الحميريّ عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): « إنّ اللعنة إذا خرجتْ من صاحبها تردّدت بينه وبين الذي يُلعَن، فإنْ وجدَت مساغاً [أي مدخلاً وطريقاً]، وإلّا عادَتْ إلى صاحبها، وكان أحقّ بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمناً فيحلّ بكم » [قرب الإسناد ص7].

وروى الشيخ الكلينيّ عن أبي حمزة الثماليّ قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : « إنّ اللعنة إذا خرجت مِن فِـي صاحبها تردّدت بينهما، فإنْ وجدت مساغاً، وإلّا رجعت على صاحبها » [الكافي ج2 ص360 ح7].

وروى الكلينيّ مثله عن علي بن أبي حمزة عن أحدهما (عليهما السلام) [الكافي ج2 ص360 ح6]، والشيخ الصدوق عن عليّ بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) [ثواب الأعمال ص270].