سُؤالٌ: أينَ اللهُ؟!!

سَمِير طه عَبُّود/: السَّلامُ علَيكم.. سُؤالِي: أينَ اللهُ؟

: اللجنة العلمية

     الأخُ سَمِير المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه. 

     السُؤالُ بأينَ هو سُؤالٌ عن المَكَانِ والحَيِّزِ، واللهُ سُبحانَه لا يَحوِيهِ مَكَانٌ ولا يَحدُّه زَمَانٌ لأنَّه خَالِقُ المَكَانِ والزَّمانِ، ووُجُودُه في مَكَانٍ يَعنِي مَحدُوديَّتَه وافْتِقَارَه، وهو سُبحانَه المُحِيطُ بكلِّ شَيءٍ، فلا يُمكِنُ أنْ يَكُونَ مُحاطاً أو مُفتَقِراً إلى مَكَانٍ يَحوِيهِ.

     وفي هذا الجَانِبِ يُروَى أنَّ أحَدَهم سألَ الإمَامَ الرِّضَا (عليه السلام) فقَالَ: رَحِمَك اللهُ فأوْجِدنِي كيفَ هو؟ وأينَ هو؟ قَالَ: "وَيلُك إنَّ الَّذي ذَهبْتَ إليْه غَلطٌ، هو أيَّن الأينَ وكَانَ ولا أينَ، وهو كيَّف الكَيفَ وكَانَ ولا كَيفَ، لا يُعرَفُ بكَيفُوفيَّةٍ ولا بأينُونيَّةٍ ولا يُدرَكُ بحَاسَّةٍ ولا يُقاسُ بشَيءٍ. قَالَ الرَّجلُ: فإذنْ إنَّه لا شَيءَ إذا لم يُدرِكْ بحَاسَّةٍ منَ الحَواسِّ، فقَالَ أبو الحَسنِ (عليه السلام): وَيلُك لمَّا عَجزَتْ حَواسُّكَ عن إدرَاكِه أنكَرْتَ رُبُوبيَّتَه، ونحنُ إذ عَجزَتْ حَواسُّنا عن إدرَاكِه أيْقنَّا أنَّه ربُّنا خِلَافَ الأشيَاءِ. انتَهى [التَّوحِيدُ للصَّدُوقِ ص 250]

     ودُمتُم سَالِمينَ.